نظرت إلى الهلال..فإذا به قد اتجه نحو التمام..
فقلت كيف أحدثك عن معاني العزة؟
عن أقوام حاربوا الذل..وأحرزوا انتصارات على الهوى والشيطان؟
وأنت تنهاني عن الحديث عمن مضوا؟
وتطالبني أن أكتب الجديد؟
لست أرى سوى مالا يسرك!
فلا أكاد أحصي صرعى الشهوات وأسرى الشيطان، وعبيد الدنيا..
رأيت الحق ذليلا والباطل عزيزا، والخير مكروها والشر مبذولا!
رأيت الجفاء والمماراة والجدل في دين الله حتى تقلبت الأهواء بأصحابها تقلب الريشة في مهب الريح!
وحتى أصبح بعض من يتحدث باسم الدين أنكأ بحياضه من عدوه!
رأيت التخلي والخذلان، والتولي والركون، ودعاة على أبواب جهنم في كل واد يهيمون!
فقل لي بربك ماذا ترى؟
طال صمته ثم نظرت إليه فقال:
ما مرّ يوم أطللت فيه، إلا ورأيت من معاني النصر والعزة ما لا ترون..
إنها سنة الله التي لا تتبدّل..
رأيت النصر في دمعة خاشعة يغالب بها مسلم صدأ قلبه.
ورأيته في رعشة يدٍ داعية بوجل، في جوف ليل بهيم..نامت فيه العيون وأشعل الخوف فيه مصباحه.
رأيته في شهوة نفسٍ أطفأها خوف الله..
ورأيته في يدٍ كفّت عن مالٍ تورعاً واحتسابا..
رأيت النصر في قدمٍ ثقيلة يجرها مسلم بخطوه إلى المساجد في ظلمة فجرٍ بعد حلاوة نوم!
ورأيته في درهم تصدق به مسلم على قلّة يرجو يوم القيامة ظلّه..
إن براعم الزهر لا تتفتح إلا من بين أشواك الشجر!
وإن الأمة ما ابتليت بأسوأ من اليأس !
لقد مرّ على المسلمين زمانٌ كان فيه صغيرهم كبير، وجارهم لا يضام..
وحين ماتت في نفوسهم العزة..أعانوا عدوهم على أنفسهم حتى كان العلج يترك أسراه في العراء ثم يعود فيقتلهم ما يتحرك منهم أحد!
لستم بدعة من الناس..ولكنكم تستعجلون فتيأسون..
فإن أردتم العزة..فإن مصابيحها لا توقد في السماء..حتى تشتعل في النفوس..
فأوقدوا في كل قلب جذوة الخير..وثقوا أنها ستحرق بساط الهوى والشيطان وإن طال الزمان..
أستمعت إليه بكل خشوع..وأردت المزيد..لكنه عاد إلى صمته..وعدت أرتقب العشر الأواخر لأسمع ما يقول..
بقلم الأستاذة : مها الجريس
ومضى ثلث رمضان ..
طوبى لمن أعتق ..
استحضر وأنت ترفع التمرة إلى فيك وقت الفطر أن نفحة ربانية من نفحات الكريم في هذا الوقت تهب فاغتنمها ..
شرف زمان، وإجابة دعاء وغفران، وعتق من النيران.
فالعتق الذي يكون كل ليلة يكون مع الفطر ( لله عز وجل عند كل فطر عتقاء ) ،
وفي الآخر (ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم)،
فطوبى لمن أجاب فأصاب،وويل لمن طرد عن الباب فخاب.
رسائل المتميزة .
فلاش رصيدك في رمضان !
تأملي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما منكم من أحد إلا له منزلان : منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا مات فدخل النار
ورث أهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى " أولئك هم الوارثون "
ولفظ البخاري: (
لا أحد يدخل الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا ولا يدخل
النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة ).
حدث في رمضان ..
إنجاز على ضفاف رمضان مضى