لم يُطق أفعالهم ،
تهجَّم عليهم ، صارعَهم بأنيابه
حاولوا أن يردعوه خوفاً من فضائحهم ، لم يقدِروا
كانت قوة رصاصَه الشَّفافة أضخم منْ قوتهم الظاهرةَ
لم ينثني عن إظهار حقدهم ، لم يتوانى
و لم ْيخف الهروبَ عن ْملاقاتهم ليثبت لهم حَقه المعهود
تنهض مسرعاً إلى ساحة العرض البيضاء ، ليطلق عليهم
ذبذبات جافة تحرقهم من سلاحه ،
حاولوا أن يدسوا الدسائس لإخماد ناره المشتعلة ، يريدون ليطفئوا أنواره
بائت كل محاولاتهم بالفشل البغيض ، فكان ذو فكر و عقل راسخ
تحمله القبضان المتينة ،
تمهل يا هذا ، و أطلعنا على رصاصاتك الخفية ، من اين هي !؟
وجهوا لسانهم المختل إليه ، فهو لا يتكلم ليعلمهم إنما هو
أخرس بلسان حاد
أبكمٌ بصدى أذن بعيدة
أعمى بعين الزرقاء اليمامة
حاكى موقعهم الحساس ، و لم يرهب الموت المشرف ،
لم يتهرب من أن يرى نفسه خلف قضبان الحديد ،
فهو لم يكن يملك لا مالٌ ولا جاه ،
و لا سلطة و لا جباه ،
كي يخشى عليها من الضياع ، أو السلب ، أو النهب
بل تابع المشي بحرية في طريق الحق الحقيق ،
مشى و مشى حتى وصل إلى معالي النفس الوجلة من كبير الخلق فقط ،
فكل ما يملك كان ليس إلا :
سلااااح دون رصاصٌ
سلاحٌ دون رصاصٌ ..