فكل شي حولها كان يجري سريعا ..



فلم تدرك كم الوقت مضي وهي في شرود تام .,,



تسترجع ماضيها الأليم



هاهي السنة التاسعة من زواجها ولم تشفع هذه السنوات



التي قضتها مع رجل قد أحبته في يوم



فلم يخطر في بالها أنها كانت مجرد أمراه تعيش بلا قلب



فبعد سنوات طويلة مضت من حياتها



أدركت أنها أخطئت باختيارها



خرجت منها تنهيدة تحرق جذور اللهفة والشوق تغتال ذلك الحنين الدافئ



الذي يملا روحها لسنوات مضت من عمرها



كانت فتاة عادية تميزت بشي من هدوء النفس



عاشت بين أسرة محافظة وكسبت الأخلاق العالية



فهي ليست الوحيدة لتلك الأسرة



أخيها حازم مهندساً معمارياً ويكبرها بسنة



وسعيد موظف في أحدي البنوك فهو الأخ الأوسط




وأختها أريج وهي المدللة الصغرى



وكانت هي اصغر سنا من حازم واكبر من سعيد



فكان أبيها و بحكم علاقاته الاجتماعية



رجل عصامي اشتهر بطموحاته وانجازاته



وأسس أعمالا حرة عديدة



فلم تكن ترغب بحياة أفضل ممن هي فيه



عاشت بترف دخلت عالم الثراء منذ الصغر



تنهدت مرة أخري وهي تسترجع شريط ذكرياتها



سمعت صوت الباب يطرق فجاءه تنبهت من شرودها



هاهو طفلها أيمن يخطو خطواته الصغيرة نحوها



ضمته بحنان ودفئ وهمست له برقه هل تناولت طعامك ؟؟



أجابها بكل براءة نعم ..



سألها: أين بابا ؟؟



أجابته والحيرة بداخلها: بابا مسافر !!



غداً سيعود ......



طبعت قبلة على جبينه



أخذت تنظر لابنها وهي ترتشف لحظات من الذكرى مازلت محفورة بذهنها



التقت بزوجها حسن صدفة في احدي المناسبات الاجتماعية



فهو الأخ الأكبر لصديقتها سهام



لم يخطر ببالها حسن هذا



فالصدفة وحدها هي من كتب لها هذا اللقاء العابر



وسارت الأيام سريعا وفاتحتها سهام برغبة أخيها بالزواج منها



ذهلت بالخبر لم تنطق بحرف



***




نهى ….. بعد تردد بصراحة فاجئتينى !!



سهام ……. هل أنتي موافقة ؟؟



نهي …….. أمهليني الوقت أفكر فهذا زواج !!



سهام ….. فكري على مهلك فانا أتمناك زوجة لأخي ..وكم تعلمين انكِ من اعز صديقاتي



نهى ....لكن !!




نهى : هل أبي سيوافق؟؟



سهام: ولماذا يرفض والدك؟؟



نهى: من ناحية أخيك حلم كل فتاة!!



لكن والدي لأعلم ماذا سيكون ردة هل سيوفق أو ماذا؟؟



سهام: سأترك الأمر أليك..



نهى: بكل تأكيد..



سهام: انتظر ردك..



نهى: بأذن الله..



سهام: .الي اللقاء ..



نهى: .مع السلامة..



***



ذهبت سهام وتركت نهى تفكر هل هذا حقيقة أم خيال ؟



فكرت طويلا فغلبها النعاس



نامت بعد نهار طويل



استيقظت من نومها والتفكير بالزواج من حسن يشغلها



اتجهت مسرعة لوالدها لتخبره بالموضوع



نهى بعدما طبعت قبلة على جبين والدها أبي سأخبرك بموضوع ...



الوالد تفضلي ماذا عندك ؟



نهى ….. هل تعرف يا أبي سهام صديقتي ؟



الوالد …نعم ..



نهى لقد طلبتي للزواج لأخيها حسن ..



الوالد وعلامات الارتياح ترتسم على وجه



نهى ماذا يا ابي هل أنت موافق ؟



الوالد حسن من خيرة الشباب وهو شاب طموح



نهى وهى تكتم ضحكة من الأعماق



شكرا يابي سأخبر سهام بقرارك هذا




ومضت الأيام سريعا




ولم تصدق نهى في بداية زواجها



عشق زوجها للسهر خارج المنزل



حاولت مرات عديدة التحدث معه بهذا الشأن



في كل مرة يحدث بينهم شجار ينتهي بخيبة أمل كبيرة




ولم تتحدث مع أهلها بتصرفات زوجها



فمازالت نهى في مكانها شاردة الذهن وطفلها أيمن نائما بقربها



تسع سنين مع زوجها حسن عاشتها لأتعلم كيف عاشت مع زوج



عديم المشاعر



نامت بعد يوم طويل وشاق من التفكير



***




وعلامات التعب والجهد ترتسم على ملامحه



فهذه أول مرة تري حسن زوجها بهذه الحالة



التي يرثي لها



أسرعت ليه والكثير من الأسئلة تدور في بالها



ماذا بك أخبرني ؟؟



حسن … لقد خسرت كل شي



نهى …ماذا تقول



حسن … أموالي كلها خسرتها في صفقة خاسرة



نهى … وماذا ستفعل





حسن …. والحزن يملئ قلبه لاعلم



نهى … دعنا نفكر قليلا



حسن …بماذا سنفكر وأموالي كلها ذهبت أدراج الرياح



نهى … لأن أنت متعب نام وأرتاح



نام حسن فتركته نهى ليرتاح



وأخذت تفكر بحال زوجها



وكيف ستساعد بمحنته هذه



خطرت ببالها فكرة فوالدها ميسور الحال



ولن يترك زوج ابنته دون مساعدة



اتصلت فورا بوالدها وأخبرته بما جرى لزوجها حسن



طمئناها والدها بالوقوف مع زوجها



واسترجاع أمواله من جديد



استبشرت نهى خيرا وابتهجت فهو يبقي زوجها ووالد ابنها الوحيد



والتسع السنوات التي عشتها معه ورغم مرارتهم في لحظه ضعف زوجها نسيت كل هذا



ومضت لأيام وحسن بدا يسترجع أمواله من جديد



وكل هذا بمساعدة من عمه والد نهى




بأنها زوجة تحمل هذا القلب الكبير تحملت الكثير وصبرت على عدم اهتمامه بها



من سنة أولي زواج تبعتها سنوات طويلة وهي لم تتحدث عن شؤون زاوجها



فلم تشتكي في يوم عن تصرفاته فقد كانت تحل مشاكلها معه بكل هدوء



دخلت نهى غرفتها لتجد حسن وقد ارتسمت على وجه ابتسامه رضي



شعرت نهى بالارتياح من زوجها فقد بدا يتغير عن السابق




لكن هذه المرة ليست كالمرة السابقة



شاردة حزينة



ضمته وزوجها حسن بقربها ينظر لزوجته وأبنه




لتشرق الشمس في حياة نهى من جديد



بعد سنوات من التعب والشقاء ...