يراقبها في كل مكان .. يجمع عنها كل المعلومات .. يسهر ما استطاع من ليله يراقب نافذتها من خلف شباك حجرة نومه .. يخطط كل لحظة متى يقوم بالتنفيذ .. يبدو أنه ينتظر الوقت المناسب .. تلك المرأة الثرية الذي سكن في شقة في العمارة المقابلة لها كي يتسنى له مراقبتها عن كثب .. يضع لنفسه الخطة وزمنها خمسة دقائق لا أكثر ..
تخرج في نفس الميعاد الصباحي ، ذاهبة إلى النادي .. ينطلق متنكرًا صوب هدفه ومعه حقيبة يد متوسطة الحجم .. يخرج من المصعد بينما يضبط ساعته الرقمية .. حتى لا يفاجأ بالخادمة .. يفتح الباب بآلة حادة رفيعة .. يدخل في صمت تام متجهًا إلى حجرة النوم .. يفتح الدولاب الخشبي .. ها هي الخزانة مثبتة في الجدار .. مضت الدقيقة الأولى .. يفتح الخزانة كمحترف .. لم يجد فيها سوى أوراق وليست غرضه .. يبحث في الدولاب لكنه لم يجد شيئًا .. يلتفت باحثًا في يأس في الحجرة .. تنشرح ملامحه فقد وجد صندوقًا خشبيًا صغيرًا بجوار السرير .. يفتحه بسرعة بنفس الآلة الحادة .. يجده مملوء بالأموال وبعض المجوهرات وورقة مطوية .. يفتح الورقة .. يقرأ بصوت عالٍ :" هذا الصندوق أمانة عندكي حتى تودعي ما فيه في حساب دار أم المؤمنين للأيتام في البنك .. "
مضت الدقيقة الثانية .. يقلب الورقة وأخرج قلم من جيبه يكتب .. :" آسف .. حاولت سرقة الصندوق لكني لم أستطع فضلًا حاولي إيداع محتوياته في البنك .. أعانكم الله ".
يُخرج خمسين جنيهًا من جيبه .. يضعها على الورقة في الصندوق .. يغلقه .. يمضي ذاهبًا من حيث أتى في الدقيقة الرابعة .. وعلى وجهه ابتسامة تبدو ابتسامة رضا .