موضوع: ذى النورين عثمان بن عفان الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 3:44 am
ذو النورين عثمان بن عفان
إنهالصحابيالجليلعثمان بن عفان-رضي الله عنه-، بشره النبي ( بالجنة، ووعدهبالشهادة،وماتوهو راض عنه)، وجهز جيش العسرة، وتزوج من ابنتي رسول الله(، وكانثالثالخلفاء الراشدين، واستشهد وهو يقرأ القرآن الكريم.) وقد ولد عثمان بعد ميلاد النبي ( بست سنوات) في بيت شريف، فأبوه عفانبنالعاصصاحب المجد والكرم في قومه. وكان عثمان -رضي الله عنه- منالسابقينإلىالإسلام، فحين دعاه أبو بكر إلى الإيمان بالله وحده، لبىالنداء،ونطقبشهادة الحق. ورغمماكانيتمتع به عثمان -رضي الله عنه- من مكانة في قومه لا أنه تعرضللإيذاءمنأجل إسلامه، وتحمل كثيرًا من الشدائد في سبيل دعوته، فقد أخذهعمهالحكمبن أبي العاص، وأوثقه برباط، وأقسم ألا يحله حتى يترك دينه،فقاللهعثمان: والله لا أدعه أبدًا ولا أُفارقه. فلما رأى الحكمصلابتهوتمسكهبدينه؛ تركه وشأنه. وكانعثمانمنالذين هاجروا إلى الحبشة فارًا بدينه مع زوجته رقية بنت رسول الله، ثمهاجرإلى المدينة، وواصل مساندته للنبي بكل ما يملك من نفس ومال. ولماخرجالمسلمونإلى بدر لملاقاة المشركين تمنى عثمان -رضي الله عنه- أنيكونمعهم، ولكنزوجته رقية بنت رسول الله ( مرضت، فأمره الرسول أن يبقىمعهاليمرضها)، وبعدأن انتصر المسلمون في المعركة أخذ رسول الله فيتوزيعالغنائم، فجعل لعثماننصيبًا منها، ولكن زوجته رقية -رضي الله عنها-لمتعش طويلاً، فماتت في نفسالسنة التي انتصر فيها المسلمون في غزوة بدر. وبعدوفاةرقيةزوَّج الرسول ( عثمان بن عفان) من ابنته الأخرى (أم كلثوم)،ليجتمعبذلكالفضل العظيم لعثمان بزواجه من ابنتي الرسول (، فلقب بذيالنورين. ثمشهدعثمان-رضيالله عنه-مع النبي ( كثيرًا من المشاهد)، وأرسله النبي (إلىمكة حينماأرادوا أداء العمرة ليخبر قريشًا أن المسلمين جاءوا إلىمكةلأداء العمرة،وليس من أجل القتال)، ولكن المشركين احتجزوا عثمانبعضالوقت، وترددت إشاعةأنهم قتلوه، فجمع النبي ( أصحابه، ودعاهم إلىبيعتهعلى قتال المشركين،فسارع الصحابة بالبيعة، وعرفت تلك البيعةببيعةالرضوان، وعاد عثمان -رضيالله عنه-، وكان صلح الحديبية. وفيالمدينةرأىعثمان -رضي الله عنه- معاناة المسلمين من أجل الحصول على الماءفيالمدينة؛حيث كانوا يشترون الماء من رجل يهودي يملك بئرًا تسمى رومة،فقالالنبي:("من يشتري بئر رومة فيجعل دلاءه مع دلاء المسلمين بخير لهمنها فيالجنة")[الترمذي]. فذهبعثمان-رضياللهعنه-إلى ذلك اليهودي وساومه على شرائها، فأبى أن يبيعهاكلها، فاشترىنصفهاباثني عشر ألف درهم، ثم خصص لنفسه يومًا ولليهودييومًا آخر، فإذاكان يومعثمان أخذ المسلمون من الماء ما يكفيهم يومين دونأن يدفعوا شيئًا،فلما رأىاليهود ذلك جاء إلى عثمان، وباع له النصف الآخربثمانية آلافدرهم، وتبرععثمان بالبئر كلها للمسلمين. وفيغزوةتبوك،حثَّ النبي ( المسلمين على الإنفاق لتجهيز الجيش الذي سميبجيشالعسرة لقلةالمال والمؤن) وبعد المسافة، وقال: "من جهز جيش العسرةفلهالجنة" [الترمذي]. فبعثعثمانإلىالنبي ( عشرة آلاف دينار، فجعل النبي ( يقبلها ويدعو عثمانويقول:"غفر اللهلك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت، وما أخفيت وما هو كائنإلى أنتقوم الساعة،وما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا" [ابن عساكر والدارقطني]. وتوفي النبي ( وهو راض عن عثمان؛ فقال: "لكل نبي رفيق ورفيقي (يعني في الجنة) عثمان" [الترمذي]. وكانعثماننعمالعون لأبي بكر الصديق في خلافته، ومات وهو عنه راض، وكان كذلكمع عمربنالخطاب حتى لقى عمر ربه، وقد اختاره عمر ضمن الذين رشحهم لتوليالخلافةمنبعده، وبعد مشاورات بينهم تم اختياره ليكون الخليفة الثالثللمسلمينبعد عمر. وظلعثمانخليفةللمسلمين ما يقرب من اثنتي عشرة سنة فكان عادلاً في حكمه،رحيمابالناس، يحبرعيته ويحبونه، وكان يحرص على معرفة أخبارهم أولاً بأول. وعرفعثمان-رضيالله عنه- بالزهد والقناعة مع ما توفر من ثراء عظيم، ومال وفير،يقولعبدالملك بن شداد: رأيت عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يوم الجمعةعلىالمنبروعليه إزار عدني (من عدن) غليظ، ثمنه أربعة دراهم أو خمسة دراهم. وقالالحسن:رأيتعثمان بن عفان-رضي الله عنه-يقيل (ينام وقت الظهيرة) في المسجدوهويومئذخليفة، وقد أثر الحصى بجنبه فنقول: هذا أمير المؤمنين! هذاأميرالمؤمنين! وقال شرحبيل بن مسلم: كان عثمان -رضي الله عنه- يطعم الناس طعام الإمارة، وعندما يدخل بيته كان يأكل الخل والزيت. وكانرضياللهعنه يحث المسلمين على الجهاد، ويرغب فيه، قال يومًا وهو علىالمنبر:أيهاالناس إني كتمتكم حديثًا سمعته من رسول الله ( كراهية تفرقكمعني، ثمبدا ليأن أحدثكموه ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له، سمعت رسول الله (يقول:"رباط يومفي سبيل الله خير من ألف يومًا فيما سواه من المنازل"[النسائي]. وواصل عثمان نشر الإسلام، ففتح الله على يديه كثيرًا من الأقاليم والبلدان، وتوسعت في عهده بلاد الإسلام، وامتدت في أنحاء كثيرة. ومنفضائله-رضيالله عنه- وحسناته العظيمة، أنه جمع الناس على مصحف واحد، بعدأنشاور صحابةالرسول ( في ذلك، فأتى بالمصحف الذي أمر أبو بكر -رضياللهعنه- زيد بن ثابت-رضي الله عنه- بجمعه، وكان عند السيدة حفصة أمالمؤمنين-رضي الله عنها-،ثم أمر بكتابة عدة نسخ ، فبعث واحدًا لأهل الشاموآخرلأهل مصر، وأرسل نسخةإلى كل من البصرة واليمن. فكانلعملههذافائدة عظيمة حتى يومنا هذا، وسميت تلك النسخ التي كتبهابالمصاحفالأئمة، ثمقام بحرق ما يخالفها من المصاحف، وأعجب الصحابة بمافعل عثمان،فقال أبوهريرة -رضي الله عنه- : أصبت ووفقت، وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- : لو لم يصنعه هو لصنعته. وكانعثمانبنعفان -رضي الله عنه- كثير العبادة، يداوم على قيام، وقد أخبرالنبي (أنعثمان سوف يقتل مظلومًا وأنه من الشهداء، فذات يوم، صعد النبي (وأبوبكروعمر وعثمان جبل أحد، فاهتز الجبل بهم، فقال له النبي: "اسكنأحد،فليس عليكإلا نبي وصديق وشهيدان" [البخاري]. وتحقق قول النبي الكريم ( وقتل عثمان -رضي الله عنه- ظلمًا، وهو يتلو آيات القرآن الكريم في يوم الجمعة (18) ذي الحجة سنة (35هـ). وصلى عليه الزبير بن العوام ودفن ليلة السبت، وكان عمره يومئذ (82) سنة، وقيل غير ذلك، فرضي الله عنه.