<TR> <td align=middle></TD></TR></TABLE>واشنطن، اسلام اباد - وكالات الانباء
أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما صباح امس مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في عملية عسكرية برية شاركت فيها قوات اميركية على بعد نحو 80 كيلومتراً من ضواحي إسلام أباد. وأشار أوباما إلى أن قواته جلبت معها جثة بن لادن للولايات المتحدة وتم التأكد فعلياً من هويته بعد فحص الحمض النووي.
وفي البيان الذي ألقاه من البيت الأبيض قال أوباما: «هذا المساء بإمكاني أن أعلن للاميركيين والعالم أن الولايات المتحدة قامت بعملية أدت الى مقتل أسامة بن لادن قائد القاعدة والإرهابي المسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء». وتابع «القوات الأمريكية قامت بعملية سرية جريئة في إسلام أباد، ولم يصب أي فرد من الاستخبارات بهذه العملية وبعد فحص الجثة تأكد أنه بن لادن».
من جهته، قال مسؤول عن الأمن القومي الأمريكي إن فريق القوات الأمريكية الخاصة الذي طارد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة كانت لديه أوامر بقتله وليس اعتقاله. وأضاف المسؤول انها كانت مهمة قتل، موضحاً أنه لم تكن هناك رغبة في اعتقال بن لادن حياً في باكستان.
وحول ملابسات مقتل زعيم القاعدة أعلن مسؤولون أمريكيون أن بن لادن قتل برصاصة في الرأس بعد مقاومة شديدة منه على إثر عملية لعناصر من الكوماندوز استهدفت مقر إقامته المتكون من 3 طوابق في منطقة أبت آباد على بعد 80 كيلومترا شمالي العاصمة الباكستانية إسلام أباد. وأضاف المصدر ذاته ان العملية استغرقت 40 دقيقة من دون خسائر تذكر من جانب الاميركيين.
وفقدت مروحية خلال العملية بسبب عطل فني، ما أجبر أعضاء الكوماندوز على استخدام مروحية أخرى استخدمت في العملية.
والمجمع السكني الذي قتل فيه زعيم القاعدة بني قبل نحو خمس سنوات ومحاط بأسلاك شائكة وعلى مقربة من قاعدة عسكرية باكستانية، ولا تعرف الولايات المتحدة منذ متى كان يقطنه بن لادن.
وأكد خبراء ومحللون أن هذا الإنجاز الذي وصفه أوباما بالتاريخي سوف يساعده ويدعمه في الداخل كما في الخارج لا سيما في الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة التي يخوضها في ظل منافسة شرسة.
وقال المسؤولون الأمريكيون إنه بعد البحث دون جدوى عن بن لادن منذ اختفائه في أفغانستان أواخر عام 2001، قُتل وتم انتشال جثته. والاحتفاظ بجثة بن لادن ربما يساعد في إقناع أي مشككين في موت بن لادن.
وفي أول تعليق له على النبأ، وصف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بأنه «إنجاز مهم». وأضاف بوش الذي كان في الرئاسة وقت وقوع هجمات 11 أيلول 2001 ان «القتال ضد الإرهاب مستمر لكن الليلة أمريكا بعثت برسالة لا لبس فيها ألا وهي أن العدالة ستحقق مهما طال الوقت».
وفي باكستان، أكد مسؤول في المخابرات الباكستانية الاثنين لوكالة فرانس برس أن أسامة بن لادن قتل في «عملية فائقة الحساسية»، دون تقديم المزيد من الإيضاحات على الفور. وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته «نعم أؤكد أنه قتل». ورداً على سؤال حول احتمال مشاركة المخابرات الباكستانية في العملية اكتفى المسؤول بالقول: «كانت عملية من طبيعة فائقة الحساسية في مجال الاستخبارات».
لكن عملية قتل بن لادن قد تعقد العلاقات مع باكستان المتوترة بالفعل بسبب الهجمات التي تشنها طائرات بلا طيار في غرب البلاد وسجن متعاقد مع وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي.اي.ايه) المتهم بقتل رجلين باكستانيين. وأقر مسؤول أميركي بأن السلطات الباكستانية أبلغت بتفاصيل الغارة بعد حدوثها. وسيشكل الكشف عن وجود بن لادن في مجمع فخم ضغوطا على مسؤولين باكستانيين ليفسروا كيف عاش زعيم تنظيم القاعدة في رفاهية نسبية على مسافة ليست بعيدة من اسلام اباد. وكان المجمع الذي يعيش فيه بن لادن قرب أكاديمية لتدريب الجيش الباكستاني وعلى مبعدة أقل من ساعتين بالسيارة من اسلام اباد.
وقال المحلل الامني امتياز جول «سيكون هناك الكثير من التوتر بين واشنطن واسلام اباد لان بن لادن فيما يبدو كان يعيش هنا بالقرب من اسلام اباد». وأضاف «اذا كانت المخابرات العسكرية الباكستانية كانت تعلم فلابد أن أحدا بداخلها سرب المعلومة». وقال مسؤولون أميركيون ان القوات الاميركية عرفت طريقها الى المجمع في ابوت اباد وهو مبنى كالحصن من ثلاثة طوابق بعد أكثر من اربع سنوات من تعقب أحد حاملي رسائل بن لادن الموثوق بهم الذي قال مسؤولون اميركيون ان شخصيته كشفت بعد ان تعرف عليه عدد من الرجال اعتقلوا عقب هجمات 11 ايلول.
وقال مسؤول اميركي رفيع في افادة صحفية للصحفيين في واشنطن «تعرف محتجزون على هذا الرجل بوصفه واحدا من حملة رسائل بن لادن القليلين محل ثقته، وأشاروا الى انه ربما يعيش مع بن لادن او يخضع لحمايته». وعثر على بن لادن أخيرا بعد ان اكتشفت السلطات في اب عام 2010 ان هذا الرجل يعيش مع شقيقه وأسرتيهما في مبنى غير عادي في باكستان وسط اجراءات أمنية مشددة.
وقال مسؤول رفيع في الادارة الاميركية «حين رأينا المجمع حيث يعيش الشقيقان ذهلنا حين رأيناه انه مجمع فريد من نوعه». وقال مسؤول اخر من الادارة الاميركية «الخط الفاصل في تحليلنا هو اننا كنا على ثقة من ان المجمع يعيش فيه هدف ارهابي ذو قيمة عالية. الخبراء الذين عملوا في هذه القضية لسنوات رأوا ان هناك امكانية كبيرة بان الارهابي المختبىء هناك هو اسامة بن لادن». وقال مسؤول كبير في الادارة الاميركية انه يعتقد ان ثلاثة أشخاص بالغين قتلوا الى جانب بن لادن في العملية من بينهم ابن بالغ لزعيم تنظيم القاعدة. وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان جثة بن لادن نقلت من باكستان الى أفغانستان ثم دفنت في البحر.
واستغرقت عملية الهجوم على بن لادن 40 دقيقة. وذكر مسؤولون ان طائرة هليكوبتر اميركية فقدت وانه تم انقاذ طاقمها والقوة المهاجمة التي تقلها. واعلن أوباما ان العملية لم تؤد الى مقتل اي اميركي وان القوات الاميركية حرصت على تفادي سقوط ضحايا مدنيين. ونشرت عقب العملية صورة قالت قنوات التلفزيون الباكستانية وعرضت صورة وجه مشوه جزئيا باعتبارها لاسامة بن لادن، ان الصورة ليست صحيحة وسحبتها. وكانت عدة قنوات خاصة عرضت الصورة مشيرة الى انها لم تتاكد من صحة كونها لاسامة بن لادن. وقال رانا جواد رئيس مكتب تلفزيون جيو في اسلام اباد لوكالة «كانت في الواقع صورة خاطئة، وكان سبق عرضها على الانترنت في 2009». واضاف «قلنا عند بثها انه لا يمكننا حتى الان تاكيد صدقيتها وبعد التثبت سحبناها من البث». وحذت باقي القنوات حذو جيو الاكثر شعبية في باكستان. وقال ناصر خان وهو من سكان بلدة ابوت اباد تابع المعركة وهي تتكشف امام عينيه من سطح منزله «بعد منتصف الليل كان عدد كبير من قوات الكوماندوس تطوق المبنى وحلقت فوقه ثلاث طائرات هليكوبتر، وفجأة حدث اطلاق نار من الارض صوب طائرات الهليكوبتر. كان هناك اطلاق كثيف للنيران ورأيت طائرة هليكوبتر تتحطم». وقالت السلطات ان مخبأ بن لادن الذي بني عام 2005 كان أكبر من المباني الاخرى في المنطقة ثماني مرات وكان محاطا بأسوار ارتفاعها يتراوح بين 12 و18 قدما فوقها اسلاك شائكة ولديه حوائط داخلية اضافية لمزيد من الخصوصية والدخول اليه من بوابتين عليهما حراسة مشددة. وليس للمبنى شبكة اتصال هاتفية او خاصة بالانترنت. وفور مقتل بن لادن اصدرت وزارة الخارجية الاميركية تحذيرا من السفر لكل الاميركيين في شتى انحاء العالم، محذرة من اعمال عنف محتملة ضد الاميركيين. وكان اميركيون كثيرون قد فقدوا الامل في العثور على بن لادن بعد اختفائه في جبال شرق افغانستان في اواخر 2001 بعد ان غزت القوات الاميركية والمتحالفة معها هذا البلد ردا على هجمات ايلول. وقال الرئيس الاميركي ان المعلومات التي ظهرت في اب من العام الماضي هي التي ساعدت في نهاية المطاف على تعقب بن لادن. وذكر مسؤول اميركي كبير ان أوباما أعطى الامر النهائي بالقيام بالعملية صباح يوم الجمعة الماضي. وقال اوباما «الولايات المتحدة قامت بعملية قتلت اسامة ابن لادن زعيم تنظيم القاعدة الارهابي المسؤول عن قتل الاف الرجال والنساء والاطفال». واعلن الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الذي كان قد وعد بتقديم بن لادن للعدالة حيا او ميتا ولم يف بوعده ان موت زعيم تنظيم القاعدة «انجاز بالغ الاهمية». واضاف بوش الذي كان في مقعد الرئاسة وقت وقوع هجمات ايلول «القتال ضد الارهاب مستمر ولكن الليلة امريكا بعثت برسالة لا لبس فيها الا وهي ان العدالة ستتحقق مهما طال الوقت».
وجاءت بيانات الترحيب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على السواء اللذين يختلفان في العادة. وقال السناتور الجمهوري جون مكين «أشعر بسعادة غامرة لاننا نلنا أخيرا من أكبر ارهابي في العالم». وقال بيل كلينتون الرئيس الاميركي الاسبق الديمقراطي «أهنىء الرئيس وفريق الامن القومي وأفراد قواتنا المسلحة لتقديمهم اسامة بن لادن للعدالة بعد أكثر من عقد من هجمات القاعدة الاجرامية».
ووجود الجثة قد يسهم في تبديد اي شكوك في مقتل بن لادن. وقال مسؤول أميركي امس ان الولايات المتحدة تجري اختبارا للحمض النووي لزعيم تنظيم القاعدة القتيل واستخدمت تقنيات للتعرف على الوجه للمساعدة في تحديد هويته. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن القوة التي قتلته في معركة بباكستان والتي قاوم خلالها وقتل بالرصاص في رأسه عرفته. وقال المسؤول ان نتائج تحليل الحمض النووي ستظهر في الايام القليلة القادمة.