فؤاد الخفش .. همة لا تخبو
تمثل
قضية الاسرى احدى الثوابت الفلسطينية , اذ انها قضية سبع الاف فلسطيني
مغيبون خلف اشعة الشمس لا يعلم من احوالهم ولا اخبارهم الا النزر اليسير ,
وتكتسب هذه القضية اهمية كبرى لارتباطها بالانسان من حيث هو انسان , وتنشط
العديد من الجهات والمراكز للدفاع عن هذه القضية واخراج اخبارهم الى العالم
الخارجي , وهناك من الاشخاص من كرس نفسه لتلك القضية العادلة , ولا يمكن
ان نذكر المهتمين بالقضية دون ان تتجه البوصلة الى الباحث والناشط الحقوقي
فؤاد الخفش , والذي اعتقلته قوات الاحتلال صبيحة يوم الثلاثاء (28|6 ), ضمن
حملة شرسة طالت العديد من القيادات والنواب والاعلاميين والناشطين
الحقوقيين ..
ولد الباحث والناشط الحقوقي فؤاد الخفش في الكويت في
حزيران عام 1975 , من عائلة فلسطينية من قرية مردة في محتفظة سلفيت , وتلقى
تعليمه الاساسي فيها , قبل ان يعود الى ارض الوطن ليكمل تعليمه الجامعي في
جامعة النجاح في تخصص علم النفس , ومن ثم اكمل الماجستير في تخصص الادراة
التربوية , قبل ان يلتحق مؤخرا في برنامج الماجستير في بيرزيت تخصص
الديمقراطية وحقوق الانسان لينال الشهادة قبل عدة شهور في موضوع الاسرى,
ويمتاز الخفش بدماثة أخلاقه وسرعة بديهته وبروح الدعابة التي يمتلكها فتراه
يمازح هذا ويلاطف ذاك, بالاضافة الى ذلك فهو يحمل عاطفة جياشة فترى الدموع
تغرق عينيه وتتسرب الى كلماته حينما يعتقل صديق وما أكثر اصدقاءه ومعارفه
ومحبيه .
عمل الخفش في وزراة الاسرى منذ عام 1999. وعرف بنشاطه في
قضايا الاسرى من حينها , وتدرج في السلم الوظيفي الى ان تم اختياره ليكون
مدير مكتب وزير الاسرى وصفي قبها في الحكومة الفلسطينية العاشرة , وبرز
كناطق اعلامي باسم الوزراة , الا انه تم فصله من عمله على مذبح الانقسام
الفلسطيني , ليؤسس مركز احرار لدراسات الاسرى والذي يعد في طليعة المراكز
المعنية في قضايا والاسرى ويهتم المركز بنشر اخبار الاسرى واحوالهم وكذلك
المقالات التي تمجد الاسرى وتهتم بقضاياهم ويمتاز المركز بحصرية اخباره
واهتمامه بالتعريف بالاسرى لاسيما القادة او المرضى , ويشارك المركز بمعظم
النشاطات المعنية في نفس القضية من فعاليات او مؤتمرات, وقد حصل الخفش على
عضوية المنظمة العربية لحقوق الانسان في اوروبا, وقد منعه الاحتلال من
السفر لحضور مؤتمر الاسرى في جنيف وقبلها في الجزائر .
تعرض فؤاد الخفش
إلى الاعتقال عند الاحتلال أكثر من خمس مرات مما جعله قريبا من اوجاعهم
والاهم ويعيش معهم الالم والفرح ومما أكسبه خبرة في احتياجاتهم وامانيهم
واحوالهم .وكذلك لم ينساه قانون الانقسام من الاعتقال والتعذيب حيث لاقى
فيها ما لاقى من تعذيب .
يعتبر الخفش من أبرز الناشطين على
مستوى فلسطين في قضايا الاسرى . فتراه ينتقل من فضائية الى اخرى ومن وموقع
الى اخر ,في كل حدث مرتبط بالاسرى له راي وله قول يبحث عنه الناس ليسمعوا ,
لقد أخذ ت قضية الاسرى كل وقته تقول زوجته ام ناظم "لا ابالغ ان قلت ان
كل حياته مرتبطة بالاسرى , تراه متفاعلا مع قضية الاسرى بقلمه وعواطفه ,
وكأن قضية الاسرى مسؤولية حصرية على عاتقه " , ولا يقتصر خدمة الاسرى على
الجانب الاعلامي بل تتعداه الى الجانب الاجتماعي فتراه ينتقل من بيت أسير
الى اخر يسال عن احوالهم ويجري مقابلات مع عوائلاهم ينقل شكواهم وشوقهم
وحنينهم , ربطت الخفش علاقة وثيقة بالوزير الاسير وصفي قبها حيث لم يكون في
يوم اكثر حزنا من يوم اعتقاله حيث قال في مقاله "نعم الطريق التي اختارها
أبو أسامة يعلم أنها محفوفة بالشوك بالدم بالرماح ولكنه الدرب الذي عشقه
قبها خادم الأسرى وصوت المظلومين في الأرض" وكان الحالة تنطبق عليه ولا
يدري !!
في صبيحة الثلاثاء .تم اعتقال
الخفش ونقل الى سجن حوارة , لقد قدر للخفش ان يقترن بالاسرى من جديد , وآن
لجواد ذلك الفارس ان يستريح بعض الوقت حتى يتسنى له اكمال المسير . ونحن
نعلم استاذنا الفاضل ان نارك لن تخبو وان مدادك لا يوقفه عدو حاق او غيره.
أمامك
سيدي نحني الهامة, قد كتبت عن الكثير وحق لك على مدادنا ان يخط لك . ونشهد
انك قمت بالواجب ونطالب الجميع ان يتطلعوا بمسؤولياتهم علنا نلمح فجرا
قريبا لك ولجميع اخوانك باذن الله.
