بسم الله الرحمان الرحيم
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد سيد المرسلين. أما بعد: الأحاديث في فضائل معاوية رضي الله عنه ومناقبه، كثيرة مشهورة بعضها في الصحيحين.
نذكر من هذه الأحاديث:
اللهم اجعله هاديا مهديا
أخرج
الإمام البخاري بسند صحيح في التاريخ الكبير (5|240): عن أبي مسهر حدثنا
سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن (الصحابي عبد الرحمن) بن أبي عميرة
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية: «اللهم اجعلهُ هادِياً
مَهديّاً واهده واهدِ به».
لا أشبع الله بطنه
وروى مسلم من حديث ابن
عباس قال: كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ
فتواريت خلف باب. فجاء فحطأني حطأة وقال: «اذهب وادع لي معاوية». قال: فجئت
فقلت هو يأكل. قال: ثم قال ل: «اذهب فادع لي معاوية». قال: فجئت فقلت: هو
يأكل، فقال: «لا اشبع الله بطنه».
وفي الحديث تأكيد لصحبة
معاوية رضي الله عنه و بأنه من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . و ليس
في الحديث ما يثبت أن ابن العباس رضي الله عنه –وقد كان طفلاً آنذاك– قد
أخبر معاوية رضي الله عنه بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريده، بل
يُفهم من ظاهر الحديث أنه شاهده يأكل فعاد لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ليخبره. فأين الذم هنا كما يزعم المتشدِّقون؟! و في الحديث إشارة إلى
البركة التي سينالها معاوية من إجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم . إذ
فيها تكثير الأموال والخيرات له رضي الله عنه. فلا أشبع الله بطنك، تتضمن
أن الله سيرزقك رزقاً طيباً مباركاً يزيد عمّا يشبع البطن مهما أكلت منه. و
قد كانت تأتيه –رضي الله عنه– في خلافته صنوف الطيبات التي أغدقت على
الأمة كما ذكر إبن عساكر في تاريخ دمشق.
أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا
أخرج
البخاري –رحمه الله– في صحيحه من طريق أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت
ملحان قالت: نام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني، ثم استيقظ
يبتسم، فقلت: ما أضحكك؟ قال: «أناس من أمتي عرضوا عليّ يركبون هذا البحر
الأخضر كالملوك على الأسرة». قالت: فادع الله أن يجعلني منهم. فدعا لها، ثم
نام الثانية، ففعل مثلها، فقالت قولها، فأجابها مثلها، فقالت: ادع الله أن
يجعلني منهم، فقال: «أنت من الأولين». فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت
غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوتهم
قافلين، فنزلوا الشام، فَقُرِّبت إليها دابة لتركبها، فصرعتها فماتت.
البخاري مع الفتح (6|22).
إن وليت أمراً فاتق الله واعدل
أخرج أبو يعلى في مسنده (13|370): حدثنا سويد بن سعيد حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد عن جده سعيد بن عمرو بن العاص عن معاوية قال: قال
رسول الله صلى الله عليه
وسلم : «توضؤوا». قال فلما توضأ نظر إلي فقال: «يا معاوية، إن وليت أمرا
فاتق الله واعدل». قال فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى ولِّيت».