التقليب بين عدل الله وفضله الله تعالى يقلب قلوب أعدائه بعدل، والعدل صفة له، فهو يقلب قلوبهم من حال إلى حال... قال الله عز وجل {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا}، وقال جل جلاله: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُم} ... فهو عزّ وجلّ يفعل ذلك بالمنافقين والكافرين دون المؤمنين المخلصين، وله أن يفعل ما يشاء إذ هو المالك لهم، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، فعلى هذا يقلب قلوب أعدائه... ويقلب قلوب أوليائه بفضله من حال إلى حال إرادة الخير لهم؛ ليهتدوا ويوفقوا ويزيدهم إيمانًا، قال الله تعالى {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِم}، وتثبيتا لهم، كما قال الله عز وجل {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَة} فقلوب أوليائه المؤمنين المخلصين الذين سبقت لهم منه الحسنى تتقلب بين الخوف والرجاء، واللين والشدة، والوجل والطمأنينة، والقبض البسط، والشوق والمحبة، والأنس والهيبة، والله تعالى يقلبها بفضله
((ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِك)) قال في تحفة الأحوذي: "أَيْ اِجْعَلْهُ ثَابِتًا عَلَى دِينِك، غَيْرَ مَائِلٍ عَنْ الدِّينِ الْقَوِيمِ وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ"