الأطفال و عالم الكمبيوتر

في ظل عالمنا المتقدم والمتسارع والمتغير بسرعة، نجدالأطفال الصغار في الثامنة من العمر يعرفون ما لايعرفه الكبار.يعني أن الطفل لايعرف كيف يربط حذاءه ولايعرف حتى كيف يلبس ملابسه، و ربما لايعرف حتى كيف يكتب إسمه، لكنه يعرف كيف يحسب عائدات بيع أكياس بلاستيكية والسجائر بالتقسيط التي باعها في السوق، أو يعرف كيف يتعامل ويحل معظلات أجهزة إلكترونية شديدة الحساسية مثل الكومبيوتروالعابه..فالطفل في عالم اليوم،ليس هو طفل الأمس، فطفل اليوم يستهويه الهاتف النقال المتطور ويستهويه الحاسوب والأنترنيت ويجلس يلعب مأخوذا بالألعاب ساعات..ينام أمام هذه الأجهزة ويأكل ولايحرك ساقيه ساعات..وهولايتريض..وإنما يفتح عينيه يرى ويلعب..يحاول الآباء المندهشون أمام المشهد انتزاع الطفل من هذه الأجهزة الساحرة التي يستغربون بأميتهم وجهلهم عن علاقة طفلهم بها..ولكن الأطفال أدمنوا هذه الأدوات المتطورة ويعرفون مفردات كثيرة لايعرفها آباؤهم، هل يعرف أغلب الاباء معنى الفايسبوك والتويتر مثلا؟..أنا شخصيا أسمع يوميا عن ألفاظ ومفردات جديدةكثيرة عن هذا العالم الجديد لاأعرف معناها إلا بإستشارة بعض المتخصصين في الميدان .إن الأجهزة ساحرة فاتنة تأكل الوقت والصحة ونظريات علم التربية وأقوى من كل أب وكل أم خاصة في ظل جهل الآباء والأمهات في عالمنا هذابعالم الأنترنيت والأجهزة الإلكترونيةفي الكثير من البيوت المغربية ، الأمر الذي يمنح للطفل أو للمراهق فرصةأن يسرح ويمرح على هواه مع هذه الأجهزة يسبح فيها دون خشية من أن افتضاح أمره خاصةحين يسبح في مواقع قد تكون إباحية تثير فضوله.. تلقيت من صديق عزيز، رسالة على البريد الإليكترونى رسالة فيها نكتة، تلقاها بدوره من صديق آخر تلقاها من مجهول.

الرسالة تقدم دليلا إضافيا على مدى ضياع أطفال اليوم المدمنين على هذه الأجهزة الإلكترونية، وقدرتهم العجيبة على السخرية من أنفسهم وواقعهم ... كما تكشف الرسالةعن مدى جهل الآباء للعالم الجديد الذي يسبح فيه أبناؤهم كل يوم. ولابأس هنا من أن نروي لكم هذه القصة﴿النكتة﴾التي اختزلت مدى ضياع أطفال اليوم أمام هذه الأجهزة المدهشة،فالنكتة تقول :أن طفلا دخل المدرسةوكان من عاداته، حين يخرج منها أن يترك محفظته ليتسمر أمام الجهاز الإلكتروني في البيت وهو يسبح في الشبكة العنكبوتية على هواه .. وفي كل مرة، بعد اجتياز الإمتحانات تكون نتائجه الدراسية هزيلة ومثيرة للشفقة والرثاء..وهي نتائج دائمايخجل منها الجيران وحتىجيران الجيران على حد تعبير أبيه، تأكيدا على فداحتها.والأب المسكين الذي لاحظ على إبنه عبثيته واستهتاره بواجباته الدراسية وقضاء معظم أوقاته أمام الجهاز الخطير، استوقفه ذات مرة ليستظهر عليه آخر سورة من سورالقرآن التي حفظها في المدرسة:

-الأب: استظهر علي يابني آخر ما حفظته من القرآن الكريم.
الطفل مرتبكا،
- باسم الله الرحمان الرحيم..وبصعوبة تامة ظل يردد، فلا أقسم بهذا البلد، فلا أقسم بهذا البلد..
وبعد أن كرر هذا المقطع، وجد صعوبة في الإستمراروأضاف قائلا:
- فلا أقسم بهذا البلد، أن وٓالدي بقي بلا مال ولا ﹶوﹶلد، فما اقتحم العقبة وما أدرك ما العقبة..!!؟؟
وكان الطفل الكسول الذي سرقته الأجهزة الإلكترونية من والديه ومن المدرسة، بهذه الطريقة، يعتقد أن ما يقوله هو فعلا من القرآن الكريم..والآب الأمي المغبون يسمع ويشجع ويثني على إبنه الذي يعتقد أنه فعلا قدحفظ القرآن الكريم.. !؟