--
أسطورة اسمها السعادة الزوجية!
من أهم ما تسعى
إليه المرأة سعادة الأسرة أو السعادة الزوجية، ولذلك فإن الطبيبة الفرنسية،
في علم النفس الدكتورة، «جيزيل جان بول»، قامت بوضع وصفة علاجية للسعادة
الزوجية في كتابها الصادر مؤخرًا في فرنسا بعنوان (وصفه علاجية للسعادة
الزوجية)، أكدت فيها أن هناك اختلافًا كبيرًا بين المرأة والرجل، وهذا
الاختلاف يسبب لهما دائمًا القلق والانزعاج، خاصة إذا كانت المرأة ذات
طبيعة حساسة.
تنصح مؤلفة الكتاب المرأة بأن تنظر
نظرة واقعية لأي خلاف يحدث بينها وبين زوجها، وأن تحسن التعامل مع الخلاف
ومع زوجها من خلال الحوار الصريح بينهما، الذي يجعل كليهما يظهر ما في داخل
نفسه من قضايا مؤجلة؛ لمناقشتها وإيجاد الحل المناسب لها.
وتحذر الدكتورة «جيزيل» المرأة من
تضخيم الخلافات، والتفوه بألفاظ حادة يكون لها صدى يتردد باستمرار حتى بعد
انتهاء الخلاف، فضلاً عن الجروح العاطفية التي تتراكم في النفوس، ويكون لها
تأثير سلبي على «الجو العائلي»، والموقف السليم عند حدوث خلاف بين الزوج
وزوجته هو أن تلتزم الزوجة السكوت عندما يكون زوجها عصبيًّا؛ لأن ذلك يؤدي
إلى تخفيف حدة النزاع، ومثلما لا يفيد في شيء تأجيل الخلافات لبعض الوقت؛
لأنه سرعان ما تثار من جديد عند أدنى صدام، كذلك لا يفيد النقاش عندما
يتحدث أحد الزوجين بسخرية ولا مبالاة، وفي مثل هذه المواقف يمكن للزوجة
المثالية أن تتبع أسلوبًا إيجابيًّا تقضي به على أي خلاف أو مشكلة تطرأ.
وفي رأي الدكتور «جيزيل» أن أفضل
طريقة للنقاش والتفاهم هي أن تتحدث الزوجة عن أفكارها ومشاعرها وأحاسيسها؛
لأن ذلك سيعطي الفرصة لزوجها للتعرف عليها أكثر، ومعرفة ما تحبه وما تكرهه،
مما يساعده على التقرب منها أكثر وفهمها، بالإضافة إلى أهمية أن تتجنب
الزوجة في حديثها لزوجها الأشياء التي تسبب له الضيق.
ومن المهم أيضًا أن تحاول الزوجة
أثناء التحدث مع زوجها ألا تظهر له عيوبه وأخطاءه؛ لأن البحث عن الأخطاء
لمحاولة تبرير موقفها وإظهار زوجها في موضع المقصر سيوحي له أنه متهم،
ولابد من أن يدافع عن نفسه، مما يؤدي إلى استمرار الزوج في العناد والرفض
والإصرار على موقفه.
إنَّ كلمة السعادة كلمة مطاطة، وما
يسعد شخص قد لا يسعد آخر، ومحاولة وضع السعادة في كبسولة محاولة فاشلة؛ ذلك
أن السعادة ليست دائمة، بل هي شعور مؤقت، قد يستمر دقائق وقد يستمر ساعات
وحتى أيامًا.. لكن هذا الشعور ليس خطًا مستقيمًا، إنه أشبه بموج البحر يعلو
ويهبط، وقد اخترع العلماء عقاقير للسعادة، لكن اتضح أن الإدمان عليها يدمر
المخ، وهي محظورة؛ لأن نتائجها سيئة جدًّا، فأي عقار يسيطر على المخ يدمر
خلاياه، لأن الخلايا العصبية لا تتجدد مثل بقية خلايا الجسم، فهي تموت،
وبموتها يفقد المخ بعض وظائفه.
السعادة ببساطة حالة وجدانية تشعر
الشخص بالرضا عن نفسه.. وعن أحواله.. وعمن حوله.. وهذا يتحقق أحيانًا وليس
طوال الوقت.. «والله يسعدك» دعوة كنا نسمعها من أمهاتنا قديمًا.. ولعل
أمهات اليوم يرثن هذا الميراث الطيب.
أشياء أخرى:
"إذا كنت في شك فاسكت..
إلا في الحب اعمل شيئًا".