بعدما
وقع من أحداث لم أعد أحتسب الوقت و المدة التي امضيتها في الزنزانة كل ما
اعرفه أن تلك اللحظات مرت كأنها سنوات و عقود، كنت أجلس في زاوية كشخص
منبود من قبل الجميع رغم انني كنت وحيدا في الزنزانة. سمعت صوتا ينادي : -
مرحبا هل من أحد في الزنزانة الاخرى؟؟
ناد ذاك الصوت لمرات عديدة لكنني اعتقدت بأني بدأت أصاب بالجنون و انني أتخيل فقط ذاك الصوت. لكن سمعته يقول :
- أعرف أنك هناك لقد كنت تصرخ، لماذا لا تجيبني؟
فرفعت رأسي و تغيرت ملامح وجهي من العبوس و الحزن و خيبة الامل إلى سرور و فرح. خرجت الكلمات من فمي من دون جهد جهيد و هي تقول:
- مرحبا، هل أنت حقيقي؟ ما اسمك؟ كيف وصلت إلى هنا؟ منذ متى أنت هنا؟ لماذا لم تحدثني من قبل؟.
طرحت الكثير من الاسئلة و لم أعطه أتركه يجيب ففرحتي بالكلام كانت لا توصف، تدخل و قال :
- توقف عن طرح الاسئلة المتتالية، اترك لي فرصة للاجابة.
توقفت عن طرح الاسئلة و ضحك أجابني :
- أنا اسمي" سمرون" و انت ؟؟
استغربت من اسمه لكن سؤاله ما اسمي جعلني أجيبه في حزن :
- اسمي .. لا أعرف ما إذا كان لي اسم .. و بعد ما فعلته لا أستحق ذاك الاسم. يمكنك مناداتي بأي اسم تريده.
رد قائلا : - حسنا سأناديك" بمجهول".
تم سألته من جديد : - كيف و متى وصلت إلى هنا ؟؟؟
أجابني و هو يضحك : - اعتبرني هنا منذ اليوم. أما كيف وصلت إلى هنا فلا أظنك قادرا على الفهم.
فقلت و انا سعيد : - فلتحدثني فقط و سأحاول أن أفهم .
تغيرت نبرة صوته و قال : - لقد نفيت إلى هنا لانني خالفت أحد قوانين عشيرتي.
فرحتي و سعادتي كانت لا توصف بكلمات و بهذا لم انتبه لاجاباته جيدا فأجبته :
- أنا أفهمك أنت نفيت من طرف عشيرتك و انا نفيت نفسي إلى هنا لذا نحن متشابهان .
كنا
نتكلم لساعات طويلة حتى سقطت نائما بعمق و في الصباح استيقظت و أعتقدت أن
ذالك ان حلما فقط، لكنني نمت جيدا و أحسست أنني لم انم كل المدة التي
أمضيتها في السجن حتى هذا اليوم . و رجع ذالك الصوت ليقول :
فعرفت حينها أنني لم أكن أحلم و ان ذالك حقيقة و "سمرون" موجود في الزنزانة المجاورة.