حيث أن أختها هذه تحبها كثيراً ولكنها تعيش مع زوجها بمستوى مادي بسيط جداً
المهم أن الطريق يفصل بينهم تقريباً ساعة لأنها لا تركب سيارة أجرة بل
وسائط النقل العامة، وهذه طبعاً تأخذ وقتاً طويلاً لتصل إلى المكان المتوجه
أليه سعاد.
الظهر قد حل بحرارته الملتهبة مع الصيف الحار
استعدت سعاد لتنزل من السيارة لأنها بالفعل أوشكت على أن تصل بعد دقائق قليلة
وهي تحمل بقلبها فرحة لأنها مشتاقة للقاء أختها رغد
وتحمل أيضاً قهر بقلبها من الكلام الذي سمعتهُ من أختها فردوس
وقررت أن لا توصل ذاك الكلام لأختها رغد وأنها جاءت بزيارة خفيفة .
نزلت من السيارة وحاولت ترتيب نفسها وهندامِها وسارت قليلاً و وصلت إلى البيت وألان تستعد لأن تطرق الباب
طرقت الباب وما هي ألا دقيقة وفتح لها الباب
وكان زوج أختها خالد فرحب فيها وأخذ من يديها الحقيبة
وقال لها تفضلي أهلاً بكِ
يا سعاد كيف حالك وكيف حال فردوس
أجابت سعاد الجميع بخير وجئتكم لأن الشوق أليكم داهم مشاعري حنيناً
_ فأجابها ألف أهلا وسهلا بكِ يا غالية أخت الغالية.
أسرعت رغد وهي تدخل لتسلم على أختها سعاد وأخذتها بالأحضان وهي تعني كلمات الشوق لها
وأشارت أليها بالجلوس والراحة
جلست سعاد على أريكة صغيرة وبجوارها جلست أختها رغد
على كرسي قريب منها ، وخرج أطفال رغد بسرعة وهم يركضون نحوا خالتهم سعاد فرحين فيها كثيراً
لأنها من النوع الطيب وتعرف كيف تكسب حب وود الأطفال قبل الكبار.
همت رغد بإحضار لها شيء بارد تشربهُ من حر هذا الصيف الهالك لمن يجلس
ببيتهِ فكيف يكون الحال مع من كان تحت حرارة الشمس سائراً بالخارج
فتحت رغد (الثلاجة) ولم تجد شيء تقدمهُ لأختها فهزت برأسها أسفٍ بحق فجلبت ماء بارد لها
وقدمتهُ فشكرتها سعاد كثيراً لأنها روتها من العطش الشديد.
_ فأجابت رغد بألف هنئ يا غالية.
أما خالد فخجل كثيراً وخرج دون أن يشعر فيه أحد
وقصد محل قريب من البيت فأشترى عصير جاهز وسارع فيه إلى سعاد وقدمهُ أليها
فرحت رغد لهذا التصرف النبيل والسريع من زوجها الحبيب رغم تعسر الحالة المادية لهم .
سعاد ألف شكر ألك تعبت نفسك يا أخي خالد أن الماء كافٍ لإروائي ، فضحك الجميع بالأخر.
ومضى اليوم سريعاً بالترحيب والشوق المتبادل