موضوع: أمنيات على منصة الواقع الجزء الثاني الأحد يونيو 10, 2012 6:56 pm
الجزء الثاني:
كانت فرحة العائلة لا توصف بتفوق إبنتهم و حصولها على المرتبة الأولى في الثانوية لطالما كانت فخرا لهم و كانوا يتوقعون لها مستقبلا مشرقا لإجتهادها الدائم و حرصها على مرضات ربها ووالديها، لهذا لم تكن رجاء تعرف طعم الفشل لأن النجاح كان حليفها دائمالكنها لم تغفل عنه يوما، كانت واعية انه قد يأتي يوم تتعرف عليه على ذلك الإحساس الذييصاحب الفشل ، لهذا حاولت دائما ان تحول دون وصوله ، بإجتهادها و بدعائها الله كي يعينها. الآن و قد حصلت شهادة البكالوريا بإمتياز تفرقت امامها الطرق ، كما تفترق امام كل طالبيصل إلى هذه المرحلة ، فيصبح مضطرا لإختيار مسلك واحد ليتخصص فيه و الذي سيتعبر طريق مستقبله، هنا تعم الحيرة و يحظر التساؤل أي المسالك قد يضمن مستقبلا افضل...؟؟؟و ايهم يمكن ان يعطي فيه المرأ اكثر...؟؟ و ايهم سيكون اقرب إلى قلبه و اسهل لسلكه....؟؟؟ كثير منا من إختار المسلك الصحيح لكن لن ننكر أن الاغلبية عكس ذلك... بالنسبة لرجاء رغم تشعب الطرق و تعدد المسالك فهي كانت ترى بعين واحدة فقط.. كانت تظهر امامها تلك المدرسة التي طالما حلمت ان تكون من بين خريجيها فهي تعتبر من بين اكبر المدارس العليا في البلد و اكثرهم قيمة و ارفعهم شأنا، ولهذا السبب لا يدخلها إلا المتفوقون من مختلف مدن البلاد فقط ، أي الحاصلين على المراتب الاولى ، وهذا شرط ضروري لكنه غير كافي ، لأنه يتم إجراء مباراة كتابية و شفاوية قبل لإنتقاء المتميزين فقط من بين المتفوقين... بهذا فإن بطلتنا تخطت مرحلة فقطللوصول إلى حلمها . كان اليوم حافلا جدا لأنها امضته مع امها في إستقبال الأهل و الأقارب الذين جاؤو للمباركة لهذا فهي تعبة جدا و دخلت غرفتها لتنام، القت بجسدها الصغير على السرير بقوة دون ان تغير ملابسها، لكن فجأة تذكرت شيئا مهما... اليوم ستعلن المدرسة العليا اسماء المقبولين لإجتياز المباراة... اكيد سيكون إسمها في اللائحة ، لكنها تريد ان تراه ليطمئن قلبها، فتحت الحاسوب رغم كل التعب الذي تعاني منه و دخلت إلى موقع المدرسة، لم تكن مفاجاة بالنسبة لها، شيء متوقع ان تجد إسمها بين الأسماء التي تبتدء بحرف الهاء (هاشم رجاء) اطلقت تنهيدة تعبر عن إرتياحها، واغلقت الحاسوب و غيرت ملابسها ثم توجهت للفراش، لكن النوم لم يلتحق بها سريعا،لانها كانت تفكر في مستقبلها الذي بدأت ملامحه بالظهور فتبتسم وهي تشعر بنوع من الراحة ، بينما يلوح في عقلها السفر إلى مدينة اخرى و الإبتعاد عن والديها فينقبض قلبها، مع إحساسين متناقضين عاشت دقائق ليدق النوم ابوابها و يحملها إلى عالم الإحلام. إقترب يوم المباراة كانت تستعد له جيدا لأن هذه اهم مرحلة لتحقيق حلمها، الذي اصبح وشيكالا يجب ان تضيع فرصة كهذه، فنادرا ما تتاح لمثلها. كانت مرتبكة وفرحة وتلك المشاعر المتناقض تملأ قلبها الصغير، ربما يوما ما سيعرف نوعا واحدا فقط و ماذا سيكون يا ترى؟؟؟ هل السعادة و الفرح ام الحزن القلق؟؟