أمنيات على منصة الواقع الجزء الثالث

[b]الجزء الثالث:

سافرت
رجاء رفقة والدها إلى العاصمة حيث توجد المدرسة العليا و ذلك لحضور موعد
المبارة، كانت اول مرة ترى فيها عاصمة البلاد اعجبت جدا بشوارعها الواسعة و
بناياتها الضخمة التي لا توجد مثيلاتها في مدينتهم الصغيرة، امضت اليوم
الأول مستمتعة بالخروج رفقة والدها وعمتها التي تسكن بهذه المدينة و إبنة
عمتها رنا، في المساء بعد عودتهم للمنزل، أحست رجاء بإعياء شديد نامت على
إثره دون ان تنزع ملابسها، حاول والدها إيقاظها لتؤدي الصلاة، لأنها لم
تصلي المغرب و العشاء بعد، لكنها ابت ان تستيقظ فأصابه القلق من حالتها و
استغرب كيف لا تريد القيام للصلاة، فإنزعج و رفع صوته موبخا لها وقال:

إنهضي فقط لتصلي ثم نامي لا يمكن ان تنامي دون صلاة ...

لكن
عجبه زاد حينما لم تجبه مد يده ليتحسس جبينها الذي وجده محرقا من شدة
الحرارة، فأصابه الفزع من حال إبنته، حينها فقط ادرك ان رجاء كما عهِدَها،
لن تتأخر عن أداء الصلاة إلا إذا كان الامر خارجا عن إرادتها، نادى على
اخته و اخبرها ان رجاء مريضة ويجب نقلها إلى المستشفى في الحال، فزعت العمة
و بدى عليها الإرتباكـ، فلم تدري كيف ستتصرف،و ماذا ستفعل، امسكت يد رجاء و
نادتها ما بك يا إبنتي فوجدت يدها كأنها تحترق من شدة الحرارة ولكنها لم
تسمع منها جوابا، بينما ذهب والدها ليخرج سيارة زوج أخته من الكراج ليتمكن
من إيصال إبنته بسرعة إلى المستشفى .

بعد
عودتهم كانت رجاء بالكاد تفتح عينيها و لا تستطيع النهوض، فكانت إذا حاولت
رفع رأسها تشعر بدوار رهيب، كانت قد تناولت أكلة خفيفة اثناء خروجهم في
المساء، ومن حظها انها الوحيدة التي اخدت من ذلك الصنف الذي كان فاسدا، ذلك
ما سبب لها تسمم على مستوى الأمعاء، والذي رفع حرارتها و اصابها بدوار والم فظيع في الرأس.

تحطمت
نفسيتها لأن المباراة ستكون يوم الغد و هي مريضة، فكيف ستجتازها في تلك
الحال حيث لم تكن تقوى حتى على الوقوف، ظلت الليل بكامله تدعو ان تتحسن
صحتها لتتمكن من إجتياز المباراة بالغد، رغم ان هذا مستبعد، فكيف ستكون
بحال جيدة و هي اضافت السهر إلى المرض؟؟

في
الصباح لم تستطع الحراكـ، لكنها جاهدت نفسها و غادرت السرير بصعوبة كبيرة،
ثم توضأت و قامت لتصلي بمشقة، إرتدت ملابسها و توجهت للبهو لتلقي التحية
على البقية و تتناول الإفطار، ثم تذهب هي ووالدها للمدرسة ،لكن بعد دخولها
علت علامات الإستغراب على اغلب من كانو حول طاولة الإفطار، وصاحوا مرة
واحدة :إلى اين رجاء؟؟

اجابت بتعجب :إلى المباراة طبعا...

و قال والدها : إبنتي أنت مريضة لا يمكنك ان تذهبي إنسي امر المباراة الخير فيما إختاره الله يا بنيتي ...

رجاء: لا يا ابي كيف امكنك ان تقول هذا ؟ الا تعلم ان هذا حلم حياتي و هل عند وقوفي على تحقيقة يمنعني إعياء بسيط من ذلك؟؟

والدها: لا يا إبنتي انت مريضة و هذا ليس مجرد إعياء يجب ان ترتاحي لكي لا تتضاعف خطورة حالتكـ .

رغم
خوف الأب على إبنته إلا انه لم يستطع منعها من آخر محاولة لها في تحقيق
حلمها فوافق على ان يرافقها لتجتاز المباراة ، و اخذ معه الدواء إحتياطا.

كان
الإمتحان الأول في مادة الرياضيات، مرت الحصة الأولى بسلام، خالجها بعض من
الإرتياح لإعتقادها انها اجابت على كل الأسئلة بالطريقة الصحيحة، وهي تشعر
انها قريبا ستكون طالبة في هذه المدرسة الرائعة، حتى بناياتها مميزة
بهندسة غير إعتيادية، و الوان زاهية ،مزيج من الأزرق السماوي و الأصفر و
الأغلبية للأبيض الناصع، الذي يعكس اشعة الشمس في جدرانها، لتبدو المدرسة و
كأن بالأمس فقط أُتِم بناؤها، بعد 10 دقائق من إنتهاء الحصة الأولى، جاء
دور مادة الفزياء، لكن هنا حلت الكارثة، هنا توقف الزمن لبرهة ، ليعيد
ترتيب اوراقها.

رغم
اننا نحلم و نعيش على الأمل ، إلا ان الواقع غالبا ما يصدمنا بحقائق ليس
لنا إلا ان نتقبلها و نعايشها. فواقعنا غالبا ما يتناقض مع احلامنا و
امنياتنا، فهي نرغب بها لكن هو محتم علينا، هنا يقول القدر كلمته، و تتبخر
الأمنيات امام نار حرارة الأقدار لكن يعجبني مثل يقول :"إذا لم تستطع ان
تمتلك ما تحب فحاول ان تحب ما تملك"

سنرى هل رجاء متفقة معي ام لا تابعوني في الرابع

لنعرف ماذا سيكون قدرها؟؟؟؟

إنتظروني

[/b]

شكرالك