موضوع: أمنيات على منصة الواقع الجزء الرابع الأحد يونيو 10, 2012 7:00 pm
الجزء الرابع:
بعد دخولها للحصة بلحظات احست رجاء بدوار بسيط و لكنها لم تعره إهتماما، كان همها الوحيد ان تكمل إجتياز المباراة بنجاح، لكن للأسف هذا لم يكن مقدرا، فبعد مدة كانت تحتاج ورقة ثانية لتتم فيها الإجابة على الأسئلة فقامت من مكانها لتحظرها لكنها وقعت على الأرض مغمى عليها....
استيقظت رجاء لتجد نفسها ممددة على سريرها و هي تحاول ان تتذكر ما الذي جرى و ما إن استوعبت الأمر حتى قفزت من فوقه مذعورة و صاحت انا لم اتمم إجتياز المباراة ؟؟؟ صح؟؟؟
إذا ضاع حلمي ؟؟؟ و لن يتحقق ابدا؟؟؟ يا للحسرة و يالخيبة الأمل.....
دخل والدها إلى الغرفة ليجد رجاء في حالة انهيار تام و بدأ يخفف عنها وطأة الفاجعة التي المت بها و قال :- اعلمي يا ابنتي ان كل ما يفعله الله فهو خير و انت فعلت ما بوسعك لكن الله لم يرد لك ذلك المكان و هذا لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى و لذلك اريدك ان تكوني مؤمنة صادقة مع الله و ان تكوني قوية و تتقبلي نصيبك و تذكري قول الله تعالى:'وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَتعٍلَمُونْ'
حاولت رجاء ان تقتنع بكلام والدها رغم ان الأمر بدى صعبا في البداية إلا انه كان لا بد منه ، لأنه كلام منطقي و لابد من تنفيذه...
مرت العطلة الصيفية بسلام و لاجديد يذكر ووصلت بداية السنة بتباشيرها لتنقل لنا احداثا ووقائع و مستجدات في حياة ابطالنا او بالأحرى بطلتنا رجاء، و كذلك صديقتها سولمى المسكينة التي وقعت ضحية افكار المجتمع و نظرته الدونية للمرأة حيث لم يسمح لها اخوها الأكبر بالسفر من اجل اتمام دراستها في الجامعة بعد الثانوية و طلب منها ان تجلس في المنزل و مبررا ان هذا يكفي فالمرأة بحسب نظرته يكفيها ان تتعلم كيف تكتب و تقرأ و يستحسن ان تعتني ببيتها و زوجها ....
اما رجاء فهي محظوظة نوعا ما لأن والدها سمح لها بالسفر ولو لمدينة بعيدة من اجل اتمام دراستها بل و يشجعها على ذلك ايضا....
كان هذا اول عام ستترك فيه رجاء عائلتها و ترحل لتبدأ حياة جديدة و مختلفة عما الفت، كان الطريق المتبقي امامها هو التسجيل في الجامعة، لم تتصور يوما انها قد تتمم دراستها بالكلية مثل باقي الطلبة الذين كان مستواهم ادنى منها بكثير لكن هي الظروف و هي الأقدار لعبت لعبتها و هذا ما كتب عليها و يجب ان تتقبله...
سافرت و كلها امل انها ستجد متنفسا لكن هناك انقباض لا يفارق قلبها، تعزي سببه
لكونها تكره المكان قبل دخوله، لكنها صممت و اعلنت في قرارة نفسها انها ستحاول التعايش مع وضعها الجديد و انها طالما لم تصل لما ارادت فلابد ان تحب ما وصلت إليه.
من هنا ستبتدأ رحلتها مع الجامعة و هنا ستعيش بطلتنا عدة مغامرات و من هذا الجزء سنعيش احداثا مختلفة فتابعوني في الأجزاء القادمة
