أمنيات على منصة الواقع الجزء الخامس

الجزء الخامس:

بدأت
السنة الدراسية،تقبلت رجاء فكرة إلتحاقها بالجامعة بدأت تتعايش مع الوضع،
شعرت بوحدة قاتلة خصوصا و أن صديقتها الوحيدة التي عهدتها بجانبها لا توجد
الآن قد تركتها لتواجه كل منهما مصيرها مع حياة جديدة قدرت لها، نقمها على
الوضع و على تواجدها بالجامعة كان يزيد من إحساسها بالوحدة و اليأس، كان لا
بد من ان تتعرف على صديقة جديدة تكون مؤنسة لها....

أول يوم في الدراسة حضرت باكرا كان المدرج فارغا وقفت في اعلى الدرج وهي تبحث عن مكان لتجلس فيه

"-سانزل إلى الأسفل هناك يمكنني سماع المحاظرة جيدا

- لا من الأفضل أن اجلس هنا في اعلى الدرج حتى إذا لم ارتح للوضع ساتمكن من الخروج بسرعة

- ماهذا يا رجاء؟ انت تخرجين من المحاظرة ؟ انت بحياتك لم تفتك حصة درس؟

-هيه
وبما نفعك ذلك ها انت هنا مع من كانوا لا يهتمون بالدراسة حتى،الأمرلا
يهم سواء اجتهدت ام لا فبما ان الكل سواء فلنرح انفسنا و ما هو مقدر
سنلقاه،

-لم يكن هذا تفكيرك يوما "

حوار طويل دار في مخيلتها جعلها تسرح بعيدا عن المدرج لم يوقظها إلا صوت فتاة وهي تطلب منها التنحي لتنزل الدرج

-عفوا اختي ايمكنني المرور ؟

استيقظت رجاء على صوتها وهي محرجة من تصرفها وقطعها للطريق على الطلبة اجابتها بارتباك

- نعم يمكنكي تفضلي

نزلت
الفتاة و تبعتها رجاء دون وعي، كان لابد ان تتخلص من ذلك الموقف المحرج
بسرعة نزلت إلى اسفل المدرج وجلست بقربها مما سمح لهما بالتعارف قبل
بدء المحاظرة ...

كانت
الفتاة تدعى شهيرة وقد اصبحت منذ ذلك اليوم صديقة مقربة جدا لرجاء. ومن
محاسن الصدف انها تسكن بنفس الجناح من الحي الجامعي الذي كانت فيه رجاء مما
سهل عليهما الإجتماع في غرفة واحدة حتى اصبحتا لا تفترقان ابدا...

في
يوم ذهبت رجاء إلى مكتبة الجامعة لتحضر كتابا، دخلت وإتجهت بسرعة إلى
ناحية الخزانة بدأت تبحث عن الكتاب لكنها لم تجده كانت متأكدة من رقمه
الترتيبي كان 8-34

اي
الكتاب رقم 34 في الدرج الثامن لكنها لم تجده في مكانه توجهت إلى العامل
بالمكتبة لتسأله هل يوجد كتاب آخر له نفس الموضوع وإذا بها تلمحه لدى طالب
يجلس على إحدى الطاولات توجهت إليه بسرعة و قالت مخاطبة إياه:

- ارجوك هل تريد اخذ الكتاب معك؟

- لما ؟ هل تريدينه؟

-اجل و لما اسألك في نظرك ؟

لم تكن لبقة معه البتة لكنه كان عكس ذلك و اجابها

- حسنا خديه إذن

أخذت
الكتاب و اتجهت لتسجل إسمها و إسم الكتاب في السجل لكنها تراجعت و اكتشفت
كيف كان الشاب لبقا معها بالرغم من وقاحتها معه، عادت إليه وجدته في نفس
الوضعية التي تركته عليها وهو ينظر إليها نظرات لم تفهم معناها، خطر ببالها
أنه يقول شيئا ما بداخله يخصها، قالت:

-عفوا عدت لأشكرك و اعتذر عن طريقة تصرفي معك

-لا عليك آنستي خدي راحتك

-شكرا هذا لطف منك

ذهبت رجاء و تركت الشاب يفكر:

- رأيتها قبل هذه المرة و أنا متأكد من ذلك لكن اين ؟ اين؟

....رغم انها مجنونة إلا أنها طيبة القلب....

مجنونة.... نعم تذكرت إنها المتفوقة المجنونة ....

لا يمكن ايعقل ان تكون بالجامعة رغم انها حصلت على اكبر معدل في الجهة؟

هل هي حقا؟

لا مكان للعجب هنا يا اخي فهي حقا تلك التي حصلت على اكبر معدل في الجهة تدرس معك في الجامعة

إنتظروني

استمر في عطاءك المميز