من تاريخ سلطنة عمان  OSQbC

من تاريخ سلطنة عمان  KGw4r

سمر السهر | samar al sahar

.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
المواضيع الأخيرةمن تاريخ سلطنة عمان  Pixel71بطقات رمضانيةمن تاريخ سلطنة عمان  Emptyالإثنين أكتوبر 06, 2014 4:03 pm من طرفمن تاريخ سلطنة عمان  Pixel71هل تعرف من أنامن تاريخ سلطنة عمان  Emptyالجمعة يونيو 20, 2014 6:47 am من طرفمن تاريخ سلطنة عمان  Pixel71اثرالعنف التلفزيوني على الاطفالمن تاريخ سلطنة عمان  Emptyالجمعة يونيو 20, 2014 6:37 am من طرفمن تاريخ سلطنة عمان  Pixel71 التسنين يبدأ في مرحلة مبكِّرة من حياة الجنينمن تاريخ سلطنة عمان  Emptyالجمعة يونيو 20, 2014 6:25 am من طرفمن تاريخ سلطنة عمان  Pixel71بعد طول الغياباللاللللللمن تاريخ سلطنة عمان  Emptyالإثنين مارس 03, 2014 2:57 pm من طرفمن تاريخ سلطنة عمان  Pixel71بركة رسول اللهمن تاريخ سلطنة عمان  Emptyالثلاثاء فبراير 04, 2014 1:00 pm من طرفمن تاريخ سلطنة عمان  Pixel71أحيآء الموتىمن تاريخ سلطنة عمان  Emptyالثلاثاء فبراير 04, 2014 12:59 pm من طرفمن تاريخ سلطنة عمان  Pixel71مواقف من حياة رسول الله عليه الف الصلاة والسلاممن تاريخ سلطنة عمان  Emptyالثلاثاء فبراير 04, 2014 12:58 pm من طرفمن تاريخ سلطنة عمان  Pixel71معـلومـات قيمه للرسول صلى الله عليه وسلم ((هل تعلم ))من تاريخ سلطنة عمان  Emptyالثلاثاء فبراير 04, 2014 12:57 pm من طرفمن تاريخ سلطنة عمان  Pixel71هوية وكرت عائلة الرسول محمد صلى الله عليه وسلممن تاريخ سلطنة عمان  Emptyالثلاثاء فبراير 04, 2014 12:57 pm من طرف

شاطر
 

 من تاريخ سلطنة عمان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المعلومات
الكاتب:
BAT MAN
اللقب:
~|| مراقب عام ||~
الرتبه:
~|| مراقب عام ||~
الصورة الرمزية

BAT MAN

البيانات
عدد مشآرڪآتي• :
1567
عًٍـمـًرٌٍيَـے•: :
38

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
مُساهمةموضوع: من تاريخ سلطنة عمان    من تاريخ سلطنة عمان  Emptyالأحد يونيو 17, 2012 7:36 am

الغزو البرتغالي لعمان :



مرت عمان خلال القرن الخامس عشر بمرحلة من عدم الاستقرار وعمت المنازعات
بين الامراء المحليين مما مهد الطريق لسقوط سواحلها في ايدي الغزاه
البرتغاليين الذين اتضحت لهم اهمية عمان مثلما اتضحت لهم من قبل اهمية
السواحل العربية الاخرى وشرق افريقيا في طريقهم في طريقهم الى الهند وذلك
بعد الرحلة التى قام بها المستكشف البرتغالي (فاسكو دي جاما) عام
904هـ/1489م ... فبعد عشر سنوات توطد النفوذ البرتغالية في زنجبار والجزر
المحيطة بها مثل (مافيا) و (بيمبا) ووصلت الى عمان اول حملة بقيادة الفونسو
البوكير عام (913هـ/1507م) حيث احرقت السفن العمانية ومراكب صيد الاسماك
واحتلت مسقط وصحار وصور وقريات واقام البرتغاليون عددا من الحصون لتوطيد
نفوذهم في عمان وقاموا بارهاب العمانيين فقتلوا وجدعوا الانوف وقطعوا
الآذان لعدد كبير من وجهاء مسقط ثم احرقوها بالنار كما احرقوا قلهات وطيوى
ودارسيت وجلفار ثم اسس البرتغاليون موكزا تجاريا في جوا على الساحل الغربي
للهند والذي الصبح منذ 915هـ/1509م قاعدتهم الرئيسية في شبه القارة
واندفعوا اكثر نحو الشرق الى جزر التوابل (اندونيسيا والملايو) ليؤسسوا
للمائة سنه التالية احتكارا لتجارة التوابل مع اوروبا قائما مع المحطة
التجارية الكبرى التي اسسوها في ملقا .



كان غزو عمان اذن جزءا من خطة واسعة امتزجت فيها الجوانب الاقتصادية
والدينية ووضعها الكابتن الفونسو البوكير لضرب الوجود الاسلامي في البحار
الشرقية وكسر احتكار العرب التجاري والسيطرة على تجارة الشرق التي تمر عبر
النحيط الهندي وذلك بالسيطرة على منافذه المعروفه المتمثله بصورة خاصة في
البحر الاحمر والخليج العربي ومضايق (مالقا) وتحويلها الى طريق راس الرجاء
الصالح ولذلك فان الغزو البرتغالي لعمان كان خطوة تهدف منها البرتغال اللا
تقوية مركزها في الخليج وتامين التموين من مياه الشرب والمواد الغدائية
للقواعد البرتغالية ولم يستطع العمانيون صدهم في اول الامر لانهم جاءوا
باساطيل قوية مؤلفة من سفن كبيرة ذات اسلحة نارية فتاكة لم يكن لسكان
النمطقة عهد بها من قبل ولذلك عجزوا عن مقاومتها .



وبعد غزو عمان على هذا النحو في عام 1507م بدا التغلغل البرتغالي في الخليج
عام 914هـ/1508م حيث غزا القائد البوكير جزيرة هرمز وارغم اميرها على دفع
غرامة حربية بالاضافه الى الضريبة السنوية التى تقدم للسلطات البرتغالية .



لما خشى البرتغاليون من محاوله الفرس السيطرة على جزيرة هرمز وذلك للعلاقات
الودية التي تربط اميرها بشاه ايران عاود البوكير غزو هذه الجزيرة مرة
اخرى ورفع عليها علم بلاده وقضى على سيطرة امرائها على مياه المحيط الهندي
والبحر الاحمر اتى استمرت زهاء قرنين ونصف من الزمان .



ولم يكتف البرتغاليون بالاستيلاء على هرمز التي تسيطر سيطرة تامة على مدخل
الخليج العربي بل وجهوا نشاطهم العسكري الى بقية بلدان الخليج فاحتلوا
البحرين والبلدان المجاورة لها حتى الكويت ولكن لم يلبث ان ظهر للبرتغاليون
منافسون من الانجليز والهولنديون .





النشاطات الهولندية والانجليزية ضدالبرتغاليين :



استمرت السيطرة البرتغالية في عمان منذ بداية القرن السادس عشر وحتى عام
1060هـ/1650م حين استطاعت اسرة اليعاربة تحرير ارض عمان بطرد البرتغاليين
من معاقلهم في مسقط ومطرح وكان ذلك التحرير ثمرة الكفاح والارادة العمانية
التي استثمرت تنافس وصراع الانجليز والهولنديين مع البرتغاليين لتخرج منه
في المنتصف الاول من القرن السابع اقوى قوة بحرية محلية في غرب المحيط
الهندي قادرة على انهاء السيطرة البرتغالية .



وكانت انجلترا قد برزت منذ اواخر القرن السادس عشر كقوه بحرية ضاربة بين
القوى الاوروبية وراحت تفتش عن سبيل الوصول الى مناهل الثراء الشرقية وكسر
الاحتكار البرتغالي فكانت (ادوارد بانوتي) اول سفينو انجليزية قامت بزيارة
زنجبار عام 1000هـ/1591م وظهرت نتائج زياراتها بعد تسع سنوات حين تشكلت
شركة الهند الشرقية الانجليزية التى تاسست بموجب مرسوم ملكي صدر في
1009هـ/1600م والتى اقترن بها نشاط انجلترا التجاري والبحري فيما بعد .



بدات شركة الهند الشرقية تمارس نشاطاتها بدخول منطقة الخليج العربي وكان
هدفها من دخولها لهذه المنطقة بيع الاصواف الانجليزية في ايران مقابل
الحصول على الحرير وبذلك التقت مصالح كل من انجلترا والفرس لمهاجمة العدو
البرتغالي المشترك وقد بلغ الخطر الانجليزي الفارسي على مركز الهجوم
المشترك الذي شنه الانجليز والفرس على هرمز كذلك تعاون الانجليز مع
الهولنديين لازاحة منافسة البرتغالية فنجح اسطول انجليزي هولندي مؤلف من
ثمان سفن في دحر الاسطول البرتغـالي بالقرب من هرمز في عام 1035هـ/1625م.



ومن ثم اتيحت الفرصة لظهور النشاط الهولندي في البحار الشرقية وعلى الفور
ظهر في مياه البحر العربي والخليج العربي منذ اوائل القرن السابع عشر ايضا
ونافسوا البرتغاليين منافسة شديدة كانت سببا في اضعافهم وتقليص نفوذهم بل
كانوا اكثر الدول الاوروبية اسهاما في اضعاف النفوذ البرتغالية في البحار
الشرقية خلال القرن السابع عشر بعد ان اسسوا شركتهم للهند الشرقية في سنة
1011هـ/1602م وتمكنوا في خلال وقت قصير منذ ذلك التاريخ من ان يصبحوا
المنافسين الرئيسيين للبرتغاليين في تنجارة التوابل .



ولم تكن المصالح التجارية للهولنديين في المحيط الهندي والخليج العربي
السبب الوحيد في وقوفهم في وجه البرتغاليين فقد كان لاغلاق ميناء (لشبونة)
في وجه هولندا بعد ان انضمت البرتغال الى عرش اسبانيا في عام 988هـ/1580م
وكذلك التعرض للسفن التجارية الهولندية في اوروبا ولجوء البرتغال اللا رفع
اسعار البضائع الشرقية وخاصة التوابل لكي يحرموا على الهولنديين شراءها كان
لذلك كله اثره في زيادة الصدام بين القوتين وفي تعاون الهولنديين مع
انجلترا في ضرب المصالح البرتغالية .



ومع ان التعاون بين الهولنديين وانجلترا ادى بالتالي الي ضعف النفوذ
البرتغاليبة خلال النصف الاول من القرن السابع عشر الا ان ايا منهما انذاك
لم يمتلك نفس الدرجة من النفوذ التي تتمتع به البرتغاليون في القرن السادس
عشر ويرجع سبب ذلك الى المنافسة الحادة التى ظهرت بعد وقت قصير بين هاتين
القوتين من جهة ونشاط ونضال القوى المحلية من جهة اخرى .



ونتيجة لذلك كله بدا النفوذ البرتغالي يتقلص وخرجت بلدان كثيرة من دائرة
نفوذهم وضاعت هرمز من ايديهم ومن ثم فقد البرتغاليون السيطرة على مياه
الخليج العربي واستغل عرب عمان هذه الفرصة وواصلوا الاعداد الجيد لطرد
البرتغاليين المحتلين من البلاد وكانت قيام دوله اليعاربة في عمان .





جهود الامام ناصر بن مرشد في توحيد البلاد :



مع بداية القرن السابع عشر كانت هناك بعض المتغيرات التي حدثت في الخليج
العربي لعل في مقدمتها ظهور شركة الهند الشرقية البريطانية بما تملك من
امكانيات ونفوذ وقد استطاعت هذه الشركة ان تبدد قدرا من سياسة الاحتكار
التى فرضها البرتغاليون على الخليج العربي ثم دخلت كطرف اساسي في الصراع
الدائر حينما تضامنت مع شاه عباس في طرد البرتغاليين من هرمز عام
1032هـ/1622م وفقا لاتفاقية ميناب التى ابرمت بينهما .



وكان طرد البرتغاليين من هرمز نقطة تحول مما ضاعفت مهمة العمانيين فقد
استقر البرتغاليون على السواحل العمانية وضاعفوا من تحصيناتها وخصوصا مسقط
التى كانت تعد اقوى معاقلهم القوية .



ولعل من اهم المتغيرات التي حدثت في منتصف العشرينيات من القرن السابع عشر
ظهور ناصر بن مرشد كاول امام لدوله اليعاربة وقد استنطاع هذا الامام ان
يستوعب كل ابعاد القضية وان يدرك المتغيرات الجارية من حوله سواء على مستوي
العماني او على مستوي المنطقة بشكل عام ولذا ادرك ثقل المهمة وقدر كل
ابعادها حيث اعتقد ان مواجهه البرتغاليين لا يمكن تحقيقه الا اذا اخاض
حروبا ضارية في سبيل توحيد كل القبائل العمانية .



وبما ان منطقة الرستاق هي التي شهدت بعث امامة ناصر بن مرشد فقد كان عليه
ان يبدا بها ولهذا مضى ومعه جمع من انصاره نحو قلعة الرستاق وكان المالك
الرستاق ابن عمة مالك بن ابي العربي اليعربي وبعد حصار لم يدم طويلا فتحها
الامام .



ولم يلبث ان ادرك الامام ناصر ان العدو القابع على السواحل العمانية يضاعف
من امكانياته يوما بعد يوم وان ايه محاوله لطرده مشكوك في نتائجها دون ان
يصل بالبلاد الى حد معقول من الوحدة التي اصبحت هدفا اساسيا فلم يكن من
المعقول ان يبادر باعلان الحرب على البرتغاليين والبلاد مقسمة وكان لابد من
توحيد البلاد ولابد من ظهور مساعدات قدمها افراد وقبائل امنوا بهذه الوحدة
.



وقد اجتمعت مصادر التراث العماني على اهمية الدور الذي قام به الشيخ خميس
بن سعيد الشقصي الذي كان موضع ثقة اهل رستاق حيث انه ناصر الامام في كل
خطواته بدءا من اختياره اماما وانتهاءا بالجيوش التى قادها في سبيل تحقيق
قبيلة اليحمد التى سلندت الامام ناصر بن مرشد ماديا وبشريا مما كان له اكبر
الاثر في تامين الحرب في بدايتها والسيطرة على كل منطقة الرستاق لقد وضعت
القيادة العسكرية المصالح العليا للبلاد فوق كل اعتبار لدرجة ان قرية نخل
كان مالكها سلطان بن ابي العرب اليعربي (عم الامام ناصر بن مرشد) وعلى
الرغم من ذلك فقد كانت هذه المنطقة في مقدمة المناطق التي حاصرتها قوات
الامام حتى تو فتحها بعد عدة ايام وعين عبدالله بن سعيد الشقصي واليا عليها
.



وقد تميزت هذه الحروب التى قامت بين الامام وبين الزعامات المحلية بقدر من
الحسم والاقدام الشديدين منذ بدايتها مما ضاعف من ايمان الناس بقضية الوحدة
حتى التقوا حول الامام مؤمنين بدعوته واصبحت المنافسة والسبق في معاضدة
الامام مظهرين جديرين بالتسجيل والملاحظة وكلما تحقق قدر من الوحدة كلما
ضاعف ايمان الناس بقضيتهم وتطلعوا الى الغد حتما سيحقق فيه النصر على عدوهم
.



ونظرا لعدالة القضية التى تبناها الامام ناصر بن مرشد وانتصاراته التى لفتت
الانظار فقد بادر اهل نزوى بدعوته الى تملكها ولاهمية نزوى في مخططات
الامام فقد عجل بالسير اليها بنفسة الا انه على ما يبدوا لم تكن تلك الدعوة
تمثل رغبة بعض اهلها الذين تصدوا لمقدم الامام وبادروا بالحرب مما دفعه
الى العودة الى رستاق حيث جاءه وفد من سمائل برئاسة ملكها مانع بن سنان
العميري معلنا ولاءه ومبايعته وبما ان نزوى كانت موضع تفكير اساسي في ذهن
الامام فقد توجه اليها من سمائل ودخلها وكان لعامل المباغته اكبر الاثر في
اجتماع اهلها على مبايعته .



واللافت للنظر هو حرص الامام على عدم اراقة دماء الناس ولذا فقد كان يستخدم
كل الامكانات المتاحة من الاقناع والحجة وما كان يلجا الى الحرب الا اذا
حتمتها الظروف وفرض المصلحة العامة لكافة الاهالي .



ولم يكن من الممكن ان تتحقق كل هذه الانتصارات اكبيرة الا بمعاضدة كثير من
القبائل التي ناصرت الامام وهو يتاهب لفتح نزوى التى كان بعض الاهالب
يضمرون له الشر .



وهل الرغم من انه وقف على نواياهم الا انه نهى عن قتلهم مقابل اخراجهم من
ةطنهم في العقر فاجا الى مانع بن سنان في سمائل وكان مانع هذا سيق واعطى
عهدا للامام ولكن لنه لم يكن صادقا في عهده بل كانت يتحين الفرصة للنيل من
الدعوة وقائدها .



ونظرا لثقل المهمة التي يقوم بها الامام ناصر بن مرشد واستعدادا لحروب قد
تطول اكثر مما يتوقع لذا فقد كان يقيم في المناطق التى كان يدخلها حصنا او
قلعه بعد ان يترك احد من اتباعه لكي يواصل مهمته في ترسيخ مبادئه ومواصله
دعوته التى اخذت تنساب في كل ارجاء عمان وقد حققت هذه السياسة تعاظم نفوذ
الامام اضافة الى عدالته التى كانت مضرب النثل مما دفع المترددين الى
القدوم اليه طالبين بسط سلطته العادلة .



ومما يؤكد صعوبة المهمة مضى الامام في سبيل تحقيقها كثرة المماليك التى
اقيمت عل مقومات قبلية بحيث يصعب التمييز فيها بين القبيله والحكومة ذلك ان
الحكم كان بيد شيخ القبيله الذي كان يطلق عليه تجاوزا ملكا او اميرا اما
فكرة الدولة القومية الواحدة والادارة المركزية فهي من المفاهيم التة لم
تتعود عليها القبائل في تلك الفترة .



لعل الامام ناصر بن مرشد كان يعول اهمية كبيرة على نزوى واذا فبمجرد ان
فتحها فضل ان يتريث لبعض الوقت ويبدوا انه كان يتوقع توافد القبائل علية
تجنبا لاراقة الدماء وقد تحقق ما توقعه الامام حيث استجاب لدعوته اهل منح
وسمد الشأن وابرا وكل المنطقه الشرقية ما عدا صور وقريات حيث كانتا تحت
السيطرة البرتغالية .



ومن الظواهر اللافته للنظر في سياسة الامام انه كلما حقق قدرا لا باس به
من الوحدة راح يريث ترقبا لرد فعل قد يحول دون حرب ولعلها فرصة لاعادة
ترتيب الجند ومحاولته العودة لتفقد المناطق التى دخلت في حوزته وهي سياسة
حكيمة تتعدد فؤائدها على كل المستويات ورغم ذالك فقد فودجئ الامام بتمرد
منطقة الظاهرة وقد وصل التمرد الى حد التفكير في اغتياله ولذا فقد استنفرهم
القبائل التي لبت دعوته واختار الشيخ خميس بن رويشد لكي يكون قائدا للجند
وحدثت مواجهة ضارية قتل خلالهل جاعد بن مرشد (شقيق الامام ناصر) وتشير بعض
المصادر العمانية الى تمرك منطقة الظاهرة كان من اصعب المواقف التي واجهها
الامام حيث قتلت اعدادا كبيرة من قواته بسبب المباغته والتراجع بعض القبائل
عن تاييدها له مما دفع الامام ان يتولي بنفسه قيادة العمليات العسكرية
ولعل ذلك كان سببا اساسيا في السيطرة على زمام الموقف حيث اترتفعت معنويلت
الجند الذين قاتلوا بشجاعة منقطعة النظير في مناطق عبري وحصن الغبي وكافه
مناطق الظاهرة وقد تاكد الامام ان تمرد اهل الظاهرة كان مرده الى مؤامرات
ناصر بن قطن والذي حوصر في قلعته الى ان اتنجد بالامام طالبا عفوه وبعد ان
انتهى امر الظاهر جاء دور الجبور الذين ادركوا ان تنامي دولة الامام
يتعارض بشكل او اخر مع نفوذهم الذي كانوا يمارسونه على كثير من القبائل
التى نجحوا في اثارتها بل بالتحالف مع بعضها للقضاء على الامام ناصر بن
مرشد ودولته .



اشتركت فيها بعض القبائل التي كانت قد اعلنت الحرب على الامام ودارت معركة
كانت من اشد المعارك ضراوه انهزم فيها الجبور واتباعهم بعد ان قتلت اعدادا
كبيرة منهم ويصف الازكوى تلك المعركة قائلا : (( لقد كثر القتل في البغاة
حتى قيل انهم عجزوا عن دفنهم فكانوا يجعلون السبعة والثمانية في خبة )) .



وبعد ان هزم الامام الجبور كما رئنا بدا ياخذ بسياسة النفس الطويله ولذا
فقد اخذ يبعث بالسرايا لمناوشة خصمة في كل مكان ما بينما كان يبيت النية
لخوض حرب كبيرة في منطقة اخرى وخصوصا حينما اوشك ان يستكمل سيطرته على معظم
انحاء عمان وتنفيذا لهذه السياسة فقد بعث سرايا يقودها محمد بن غسان
النزوى الذي صدر اليه الاوامر لكي يتوجة الى (الجو) ناحية البريمي لكي
يفتحها تمهيدا لدخول قرية لوى والتى كان يقطنها الجبور الذين كانوا يغيرون
على جيش الامام كلما سمحت لهم الفرصة .



وكانت السيطرة على منطقه (جو) عملية سهلة اما لوى فقد استعصي فتحها على
قوات الامام بسبب تحصينها وكثرة المدافعين عنها مما اضطر محمد غسان النزوى
الى طلب العون من القبائل القربية من صحار والتي كانت تتطلع الي قوات
الامام وتترقب انتصاراتها بهدف التعجيل للقاء الحاسم بين العمانيين
والبرتغاليينفي صحار وبعد حصار دام اسبوعا تم السيطرة على لوى وبدا التفكير
عمليا في صحار .



وهكذا استطاع الامام ناصر بن مرشد خلال سنوات حكمه التي امتدت حتى
1059هـ/1649م ان يحقق لعمان تماسكا ويؤمنها الى حد كبير من الاخطار
الخارجية التي كانت تتعرض لها وكانت محاولاته نحو الوحدة باعثة على تحقيق
الامل الكبير الذي افترت اليه البلاد منذ زمن طويل وينفذ الامام ناصر بن
مرشد بين ائمة اليعاربة بتصدية لهذا الكم الهائل من المشكلات حيث حارب في
جبهتين (الساحل والداخل) وعند وفاته في 1059هـ/1649م كانت كل القبائل
العمانية تحت لواء واحد وعموما فان فترة الامام ناصر بن مرشد تعتبر من اغنى
واخصب الفترات في تاريخ اليعاربة ويعد دوره في سبيل الوحده الوطنية اساسا
لكل الانتصارات اللاحقة ضد البرتغاليين .





جهود اليعاربة في طرد البرتغاليين من عمان وساحل افريقيا الشرقي وسواحل الهند :



اذا كان الامام ناصر بن مرشد قد انجز تحقيق الوحدة الوطنية الا ان الوجود
البرتغالي على السواحل العمانية في حاجة الى امكانات جديدة تفةق تلك
الامكانات التقليدية التى استخدمها اليعاربة في سبيل القضاء على الحروب
الاهلية والانصياع لسلطة الدوله الموحدة ... لقد وقعت كل المعارك التى
خاضها الامام ناصر بن مرشد من اجل وحدة على اليابسة اما البرتغاليون فقد
كانوا اهل بحار وطريقتهم في الحرب اعتمدت على السفن التى شهدت طفرة كبيرة
منذ الكشوف الجغرافية ولذا فان سياستهم الاستعمارية اعتدمت على احتلالهم
لكثير من المدن والقلاع والحصون التى تقع في طريق البحار والمحيطات دون
اللجوء الي التعمق في البابسة والذي لا يتناسب امكاناتهم البشرية .



ادرك اليعاربة مقدرة عدوهم القادم من اقصى الطرف الاوروبيى كدولة بحرية
خاضت معارك طاحنة في سبيل الحفاض على مكانتها ولذا فقد كانت العناية
بالاسطول وتنمية الموارد الاقتصادية من الركائز الاساسية التي اعتمد عليها
اليعاربة ولذا فقد طوروا اسطولهم التجاري والعسكري مستفيدين من خبرة الدول
الاكثر تقدما في هذا المجال وخصوصا شركة الهند الشرقية البريطانية حيث
اقاموا معها علاقات طيبة مستفيدين من تنافسها مع السياسة البرتغالية في تلك
الفترة قبل ان تنشا بينهما سياسة الوفاق الجديدة .



وبمجرد ان انشا الامام ناصر بن مرشد اسطوله وانتهى من الفضاء على جميع
القوى المحلية المناوئة القى بكل ثقله في محاربة البرتغاليين حيث انتزع
منهم صور وقريات على يد ابن عمه الامام سلطان بن سيف .



ويبدوا ان انتزاع صور وقريات لم تكن مهمة سهلة فقد كان التباين واضحا بين
حجم وكفائة القوتين المتنففستين اضافة الى ان الوحدة الوطنية لم تكن قد
تحققت بما يتناسب واعباء المواجهة التى كانت تقضي بقدر كبير من الانسجام
والتفاهم خصوصا وان البرتغاليين كانوا قد استردوا انفاسهم منذ ان طردوا من
هرمز 1622م بسبب انشغال القبائل بالحروب الاهلية وقبل كل ذلك قد استجدت على
مسرح الاحداث سياسة وفاق جديدة بين البرتغال وشركة الهند الشرقية بدءا من
عام 1044هـ/1634م تحولت الى صداقة متينة وتعاون بين الطرفين وخصوصا بعد ان
استرد البرتغاليون استقلالهم من اسبانيا عام 1050هـ/1640م .



ومنذ عام 1050هـ/1640م بدا ناصر بن مرشد يجني ثمار الوحدة بدا ناصر بن مرشد
يجني ثمار الوحدة الوطنية فبمجرد ان عملت القبائل بحصر صحار اخذت تستنفر
همم شبابها الذين شاركوا في بناء القلعة وخصوصا من مناطق لوى وبات وكافه
المناقط المتاخمة لصحار وبينما ضرب العمانيون حصارا منيعا حول صحار كانت
سرية اخرى اخرى قد وصلت الى مسقط بقيادة خميس بن سعيد الشقصي وبامر الامام
وعلى الرغم من ان تلك السريو لم تحقق نتائج حاسمة الا انها اربكت القوات
البرتغالية سواء في صحار او مسقط مما مهد لسلسة من الهجمات العمانية
الخطيرضد كافة المعاقل البرتغالية .



ففي عام 1053هـ/1643م استولى الامام ناصر بن مرشد على مدينة صحار وبني بها
حصنا مقابلا للحصن الذي يسيطر عليه البرتغاليون كما نجح العمانيون في
الحصول على عدد من السفن المتقدمة وكذا الذخيرة والبارود من الانجليز مما
ضاعف من حجم العمليات العسكرية ضد القواعد البرتغالية وعموما فلم يصل حجم
المساعدات البريطانية لعمان بما يتناسب وامكانات البرتغال مثل ما حدث في
اتفافية ميناب عام 1032هـ/1622م حيث حارب بريطانيا بجانب الفرس
لتحريرهرمز اما اليعاربة فقد حاربوا في ظروف مختلفة حيث لم يستعينوا بقوه
اجنبية اضافة ان البرتغال اثناء طردها من هرمز كانت في ظل التبعية
الاسبانية في حين ان العمانيين قد تضاعف جهودهم بشكل ملحوظ بعد ان استردت
البرتغال استقلالها اذا كانت العلاقات العمانية البريطانية لم تحقق نتائج
محددة على عهد الامام ناصر بن مرشد الا انها قد تطورت بشكل ملحوظ على عهد
الامام سيف بن سلطان وان كنا لا نتفق مع الراي القائل بان انجلترا شارلاكوا
بشكل فعال في الصراع العماني والبرتغالي وهو ما اكده احد الباحثين
الاوروبيين على اعتبار ان ثمة تعاطفا انجليزيا مع العمانييت ضد البرتغاليين
كما يرجع الباحث اسباب ذلك الصراعات المذهبية بين الانجليز والبرتغاليين
اضافة الي سياسة الاحتكار التي مارسها البرتغالييون والتي كانت تتعارض مع
مصالح شركة الهند الشرقية البريطانية .



ويؤكد احد الباحثين في تاريخ الخليج عكس هذه المقوله تماما ويشير الى
انزعاج الانجليز من التصاعد القوه العمانية وهو امر يتعارض مع مصالحهم على
طول الخط اضافة الى ان انجلترا والبرتغال كانتا قد ابرمتا معاهدة في عام
1072هـ/1661م .



وليس من المنطقي ان يشارك الانجليز في الحرب بجانب العمانيين وهم يعلمون ان
القوة العمانية تتعارض مع مصالحهم ولعل النشاط الاقتصادي الذي يمارسه
البرتغاليون مما اعطي فرصة لليعلربة لكي يضاعفوا من نشاطهم التجاري والحربي
مما اتاح قدرا كبيرا من المنافسة التي ادت الى تطوير سفنهم بسبب الاحتكار
الذي تعددت مجالاته سواء مع السف الانجليزية او الهولندية او حتى مع السفن
البرتغالية نفسها .



ولا شك ان التفوق البرحي العماني قد اقلق الانجليز الى حد كبير وقد عبر
برانجوين وكيل شركة الهند الشرقية في بندر عباس عن هذا القلق بقوله : ((ان
العمانيين سيصبحون كارثة على الهند مثلما كان الجزائريون كارثة على
اوروبا)) بل واكثر من ذلك فقد اخذت العلاقات تسوء بين اليعاربة والنجليز
الذين اصبحت سفنهم مستهدفة من قبل اليعاربة لدرجة ان حاكم مدراس كتب الى
رئاسة الشركة طالبا المزيد من السفن والجنود تحسبا لهجمات العمانيين ولعل
من المناسب في هذا الصدد ان نطرح سؤالا؟

اذا كان اليعاربة قد اصبحوا خطرا على الانجليز فلماذا لم يتصد الانجليز لمواجهتهم ؟.



والاجابة على هذا السؤال تتخلص في الانجليز انشغلوا بتثبيت نفوذهم في الهند
وتضاعف انشغالهم بسبب توردهم في حرب الوراثة الاسبانية كما ان القوه
البحرية العمانية وصلت الى درجة من القوة مع القرن السابع عشر جعلت التفكير
في التصدي لها بمثابة مقامرة غبر مضمونة العواقب ومهما كان الامر فقد امتد
صراع اليعاربة ضد منافسهم لفترات واخطرها هي فترة الامام ناصر بن مرشد حيث
كان يقاتل في سبيل تحقيق وحدة وطنية قوية كبدته قدرا هائلا من الجهد
والوقت كما انه استخدم كل الامكانات المتاحة بمهارة شديدة بما في ذلك
المفاوضات السياسية التي لجا اليها في عام 1058هـ/1648م وعند وفاته لم يبق
تحت السيطرة البرتغالية الا مسقط ومطرح وحصن لهم في صحار وقد حاول الامام
ان يسترد هاتين المدينتين وبعث بمسعود بن رمضان على راس الجيش بهدف تحريرها
وتمكن مسعود بن رمضان من الوصول الى مطرح وضرب عليها الحصار في وقت تفشي
فية مرض الطاعون واصيب البرتغاليون بهلع شديد .



ولم يؤد هذا الحصار الى تحرير مسقط ومطرح وانما نجم عنه ابرام هدنة جاءت
معظم بنودها في صالح العمانيين وقد تضاعفت طموحات العمانيين انهم قاب قوسين
او ادنى من تحريربلادهم من الاحتلال دام اكثر من مائة واربعين عاما وبوفاة
الامام ناصر بن مرشد كان العمانيون قد وضعوا اقدامهم عند نهاية الطريق بعد
رحلة طويلة من الجهاد ةالتضحيات وامتد جهادهم الى جلفار (راس الخيمة) التي
كان البرتغاليون يحتلون احدى قلاعها بينما الفرس بقيادة ناصر الدين
الفارسي يحتلون القلعة الثانية .



وتشير كتب التراث العماني الى ان ناصر الدين الفارسي هذا كان متحالقا مع
اعداء الامام وعلى علاقة قوية مع مانع بن سنان وناصر بن قطن وهما اكثر
الزعامات المحلية عداوة للامام ولهذا كان تحرير جلفار يمثل رغبة اكيدة في
مخططات اليعاربة حيث قاد على بن احمد حملة اعتمدت على عنصر المباغتة
والالتفاف بشكل سريع مما اربك الحاميات المدافعة عن جلفار وعندما ضاعفت
القوات العمانية من التفكير لانتصارات اخرى وهكذا استطاع سلطان بن سيف
اليعربي الذي بيع بالمامة عام 1059هـ/1649م بعد وفاء الامام ناصر بن مرشد
ان يواصل الجهاد حيث سبق له تمرس على الاعمال الحربية حينما كان يقود بنفسه
العديد من العمليات الحربية بتوجيه من الامام الراحل وحينما ارسلت عدة
مرات الى مسقط لتسليم الجزية المستحقة على البرتغاليين ولذا فقد كان الامام
الجديد اهلا لتولي القيادة في وقت كانت البلاد في اشد الحاجة الى مواصلة
المسيرة التى بداها الامام ناصر بن مرشد اليعربي .



ومن البداية اخذ الامام الجديد يعد العدة للقضاء على البرتغاليين وادرك
اهمية الوقت كعامل هام في الاجهاز عليهم وخصوصا بعد ان نما الى علمه ان عدد
جنودهم قد نقص نقصا كبيرا بسبب حملات برتغالية مانت قبل ارسلت الى الهند
اعتقادا بان موت الامام ناصر بن مرشد يعدج سببا كافيا لارجاء اي نوايا
عدوانية نو مسقط ومطرح الا ان سلطان بن سيف لم يمكث الا اياما قليلة واسرع
متخذا لطوي الروله قاعدة للهجوم الشامل عليهم بينما تحصن البرتغاليون بقلاع
واسوار عالية حيث رابط جندوهم بعد ان ثبتوا مدافعهم في كل اتجاه وزيادة في
الحيطة فقد حفروا خندقا عميقا حول الاسوار كما بنوا على رؤوس الجبال
المحيطة بمسقط ومطرح مجموعة ابراج ثبتوا بداخها جنودا اشداء اخذوا يمطرون
القوات العمانية بوابل من نيران مدافعهم .



وكانت الحرب سجالا بين الفريقين فلم تكت للبرتغاليين قدرة على مواجهة
العمانيين كلها اتيحت الفرصة لذلك وهكذا طالت الحرب حتى كاد سلطان بن سيف
ان يتراجع عن حصارة وخصوصا بعد ان نمى الى علمه ان بعض القبائل بدات تفكر
في التراجع عن مساندته .



ولكن حدث شيئ لم يكن في الحسبان اذ ان الامام سلطان بن سيف قد تلقى معلومات
على غاية من الاهمية من العرب القانطين حول مسقط مكنته من دخول المدينة
ولا يستبعد ان تكون هذه المعلومات كانت تعبر عن حقيقة الاوضاع داخل المدينة
وخصوصا عند نهاية ذي الحجة 1059هـ/ديسمبر1649م وهو موعد راس السنة
الميلادية حيث لم تكن هناك مراقبة دقيقو مما سهل على العرب التسلل الى داخل
مسقط واطلعوا على احوال البرتغاليين ونقلوا الى الامام ما راوه ولم تلبث
قوات الامام ان حاصرت البرتغاليين في قلعة الجلالي وبعد ان نفذت مؤونتهم
اضطروا الي التسليم وتركوا القلعة وهذا ما حدث في مطرح ايضا ولم يبقي
للبرتغاليين غير شفينتين كنت تحاصران مسقط الا ان العمانيين تمكنوا من
اسرهما وعندما وصلت هذه الاخبار الى السلطات البرتغالية اسرعت بارسال اسطول
برتغالي كبير ولكنه وصل متاخرا فقد كانت كل القلاع وكل الحصون البرتغالية
قد تهاوت وسقطت في يد العمانيين واصيب البرتغاليون بخسائر جسيمة حيث قتل
معظم جنودهم وكل المحاولات التى قاموا بها في الهند لامداد مسقط باءت
بالفشل وبنهاية 1063هـ/1652م لم يبقى للبرتغاليين في الخليج الا واكالتهم
في الساحل الشرقي للخيج .



ومع ذلك فلم يفقد البرتغاليون الامل في استعادة عمان حيث راحوا يدعمون
مركزهم في كنج بل واخذا يتفاوضون مع الفرس على السماح لهم بانشاء وكالة
تجارية في جزيرة هانج جام الا ان الشروط الفارسية كان مبالقا فيها ولذا فقد
رفض البرتغاليون العرض الفارسي ويؤكد لوريمير ان سبب ارفض البرتغاليين
للعرض الفارسي هو تطلعهم الى الساحل العربي حيث كانت تبذل محاولات في هذا
الصدد .



وفي الوقت نفسه لم يتوقف العمانيون عن مطاردة البرتغاليين بعد ان التجؤوا
الى وكالتهم التجارية في كنج والتى لم تنجى من هجنات العمانيين الذين اخذوا
يترقبون عدوهم في الهند وشرق افريقيا مما جعل خطوط الملاحة بين الوكالة
التجارية للبرتغاليين في كنج وبين شرق افريقيا والهند تبدوا مستحيلة ولذلك
اضطر البرتغاليون من الانسحاب من كنج نهائيا وهكذا طروا البرتغاليون من
عمان والخيج ولا شك ان طردهم نهائيا من الخليج العربي يعد عملا بطوليا
وصفحة مشرقة في التاريخ العماني .



لم يكتف العمانيوت بطرد البرتغاليين من سواحل عمان بل شنو عليهم حربا تمثلت
في سلسلة من الغارات في المحيط الهندي برا وبحرا وتعرضت المواقع
البرتغالية للهند الا تلك الهجمات بومباي 1072هـ/1661م ديو في 1079هـ/1668م
وفي 1086هـ/1676م كذلك في سنة 1081هـ/1670م وباسين 1085ه/ـ1674م وامتدت
المعارك لتشمل غرب المحيط الهندي لتخاض الطرفان صراعا طويلا للسيطرة على
شرق افريقيا فقد اتصل سكان زنجبار بالامام سلطان بن سيف من اجل تحريرهم من
الاستعباد البرتغالي وبالرغم من الانتصارات التى حققها الامام سلطان بن سيف
في مياه زنجبار الا ان الجلاء البرتغالي لم يتم لا في عهد ابنه الامام سيف
بن سلطان الذي وضع حجر الاساس لبحرية عمان الشهيرة التى سيطرة على جميع
الساحل الافريقي الشرقي من ممباسا الى كلوة اذ سيطر العمانيون على ممباسا
1110هـ/1698م وسيطروا على بيمبا وزنجبار وبتا وكلوه وكانت موزمبيق هي
الوحيدة التى قاومت الاسطول العربي العماني وبقت بايدي البرتغاليين في
القرن العشرين وقد حاول البرتغاليون استعادة مراكزهم البحرية الضائعة
وقاموا بهجوم موحد في زنجبار ومسقط ولكنهم اصيبوا بهزيمة منكرة وبذلك
انهارت امال البرتغاليين في استعادك سياستها في الخليج العربي والمحيط
الهندي وامتد نفوذ عمان من جنوب الجزيرة العربية وسواحل شرق افريقيا في
الغرب الى سواحل وادى السنج في الشرق وفي هذه الفترة اصبحت مسقط تتمتع
بمركز توزيع التجاري الرئيسي لمنطقة الخليج العربي فاصبحت واحده من المواني
الرئيسية في المحيط الهندي وسواحل الخليج وايران والعراق والجزيرة العربية
وفي حدوده الغربية امتد هذا النفوذ الى البحيرات الافريقية مركزية وفي
الشرق لامس دلتا الكنج .



وهكذا ظهرت قوه عمان بعد القضاء على الهيمنة البرتغالية بشكل بات يخشاه
الجميع فقد اصبحت السفن العمانية هي التي تبحث عن سفن الاعداء في مياه
الخليج العربي والمحيط الهندي واضطرت السفن الهولندية والانجليزية الى
تعزيز دفاعاتها تخوفا من عرب عمان وقد عبر المقيم البريطاني في بندر عباس
من تنامي قوة عمان بقوله : ((انهم سيثبتون انهم كارثة كبرى على الهند
كالجزاريين في اوروبا)) .



ان الاتصارات التى حققها اليعاربة اثار فارس التي كانت تتطلع الى وراثة
النفوذ البرتغالية ولذا فقد تعددت المواجهات العمانية الفارسية والتي جاءت
في صالح اليعاربة بدرجة ان التجارة الفارسية اصيبت بضرر بالغ مما دفع
بالفرس الى الاستعانة بالقوة الاوروبية بهدف القضاء على منافسة عمان لها في
هذا الميدان واتصلوا بالانجليز لتحقيق هذا الهدف .



واذا كان الانجليز لم يتحمسوا للعرض الفارسي خوفا على مصالحهم الاقتصادية
من الاسطول العماني فقد توجهت فارس الى فرنسا على عهد لويس الرابع عشر
وتمخضت الاتصالات عن توقيع معاهده بينهما في عام 1119هـ/1707م وكان من بين
تلك النصوص السرية التي احتوتها تلك المعاهده ان يقوم الفرنسيون بارسال
اسطول لمساعدة فارس في غزو مسقط الا ان فرنسا ترددت قبل الاقدام على تلك
الخطوة بنفس السبب الذي منع الانجليز من تضامنهم مع فارس على الرغم من
الدوبلوماسية النشطة التى مارسها الفرس في محاولة للضغط على لويس الرابع
عشر وعموما فلم تسفر الاتصالات عن قيام تحالف فارسي فرنسي على الرغم من
ابرام اتفاقية جديدة في عام 1127هـ/1715م ولعل ما حال دون اقدام فرنسا على
تنفيذ بنود المعاهدة الجديدة تلك الفوضى التي اجتاحت فارس وما ترتب عليها
من غزو افغاني لها في عام 1135هـ/4722م كانت البرتغال قد ادركت في تلك
الفتره ان زمن الضعف العربي قد ذهب وان مواجهة اليعاربة في كل مراحل الصراع
قد باءت بالفشل وان استمرار الوضع يعني ضياع كل الممتلكات البرتغالية على
سواحل الهند وشرق افريقيا ولذا فقد راحوا ينسقون مع الفرس في محاولة لقيام
تحالف عسكري يكون قادر على ضرب اليعاربة .



وقد ادرك الامام سلطان بن سيف خطورة هذا التحالف الجديد ولذا فقد عجل بضرب
البرتغاليين وتصفية نفوذهم وقسم اسطوله الى قسمين احدهما توجه الي شرق
افريقيا حيث نجح في انتزاع ممباسا 1110م /1698م تمهيدا لانتزاع الجزيرة
الخضراء وكلوه .



اما القسم الاخر من الاسطول فقد توجه الى الهند حيث نجح في تدمير الوكالة البرتغالية في مانجالور على الساحل الهندي .



وبعد سقوط ممباسا في يد اليعاربة نقطة تحول خطيرة في تاريخ الاسلام فمن
المعروف ان البرتغاليين قد تمكنوا من خلال تواجدهم في شرق افريقيا والهند
من العمل على نشر عقيدتهم الكاثوليكية الا ان اليعاربة كان لهم الاثر ليس
توقف هذا النشاط الكالوثي فقط وارغام البرتغاليين على الجلاء عن جميع
الساحل الذي يقع شمال خليج دلجادو .



وهكذا استطاع اليعاربة كسر شوكة البرتغاليين وانهاء سيادتهم الاحتكارية
والقضاء على مراكزهم الاستراتيجية سواء على الشاطئ الافريقي او على سواحل
الهند ويقرر المؤرخ الانجليزي (كوبلاند) ان البحرية العمانية مع مطلع القرن
الابع عشر قد وصلت الى درجة من القوة فاقت اي قوة بحرية اخري حيث كانت
الاساطيل الانجليزية والهولندية تخشاها ويكفي ان هذا الاسطول استطاع ان
يقوم بكل هذه العمليات الناجحة في هذه المنطقة الشاسعية وان يجعل الرعب
يملأ قلوب الجميع سواء سكان البلاد الواقعة على الخليج العربي او المحيط او
التجار الاوروبيين وبكل المقاييس فقد نجح العمانيون وحتى نهاية عهد الامام
سلطان بن سيف الثاني عام 1130هـ/1718م في ايجاد قدر قدر كبير من التوازن
الدولي انعكست نتائجها على كل المستويات وترك انطباعا هائلا لدى الاوروبيين
عن هيبة الدولة حيث وصلت اليه اليعاربة ومكانة اسطولها البحري كان نتاجها
طبيعيا لقوة الدولة وحجم ثقلها البحري في كافة البحار الشرقية في ظل جو
مناسب من الالفة لدى عناصر السكان وبات الناس في امن على حياتهم وارزاقهم
في ظل سياج من الهيبة والعدل .



واذا كان اليعاربة قد نجحوا كل نجاح في تحقيق هذا الازدهار الذي ترتب على
انهيار النفوذ البرتغالي وكسر احتكاره لتجارة المنطقة فان من المفيد في هذا
المجال ان انخيار البرتغال وكسر احتكارة لتجارة المنطقة فان من المفيد في
هذا المجال ان تعرض النفوذ البرتغالي وكسر احتكاره لتجارة المنطقة فان من
المفيد في هذا المجال ان تعرض للاسباب التي ادت الى احتكار لتجاره المنطقة .





الامام بلعرب بن سلطان :



بويع الامام بلعرب بن سلطان بالامامة بالاجماع سنة 1091هـ/1680م وقد سار
سيرة حسنة وكان جوادا كريما وعمر بلده جبرين وعمق فلجها لري واستصلاح
اراضيها وقام ببناء حصن جبرين الشهير واعتنى به اعتنائا كبيرا من حيث هندسة
بنائه وزخرفته وتحصيناته وتقسيماته واتخذه مقاما له ومركزا لدولته كما
انشا فية مدرسة ارتادها الطلاب لتحصين العلم والمعرفة .



وكذا كانت السنوات الاولى من فترة حكم الامام بالعرب استمرارا لفتره
الازدهار والاستقرار والرخاء التى نعمت بعا عمان في عهد دولة ابوه الامام
سلطان بن سيف واستمر في سياسة الاعمار والبناء الا انه في السنوات الاخيرة
من فترة حكمه خرج علية اخوه سيف بن سلطان مطالبا اياه باعتزال الحكم ومن ثم
بدات عوامل الهرم تسوي في هذه الدوله منذ تلك الفترة وبدات الامور تسير في
غير المسار الذي كانت تسير عليه بالنسبة لعملية اختيار الائمة وتوليتهم في
عهد اليعاربة .



لقد انحاز اهل عمان الى جانب اخية سيف بن سلطان ورأى اكابر عمان عجز الامام
عن التصدي لاخية فعقدوا الامامة لاخية سيف بن سلطان بن سيف بن مالك وقد
بويع بالامامة بعد وفاة اخيه بلعرب .





الامام سيف بن سلطان (قيد الارض) :



تابع سياسة مقاومه البرتغاليين في شرق افريقيا والهند فعمل على تقوية
الاسطول والجيش فامتلك قوه مكنته من مقاومة البرتغاليين وغيرهم من القوى
الخارجية في مختلف المناطق التى وصل اليها الوجود العماني في تلك الفترة
وقيل ان جيشه الذي دخل الهند كما كان يضم تسعين الف حصان كما بلغ عدد السفن
مائة سفينة اشهرها الفلك والملك وكعب راس وكانت السفن الكبيرة في هذا
الاسطول تحوي ثمانية وسبعين مدفعا بينما كانت تحتوي على ما بين ثمانية الى
عشر مدافع وبهذا الاسطول القوي تمكن من انتزاع الجزيرة الخضراء وبته في شرق
افريقيا من البرتغاليين .



قد عمل الامام سيف على اعمار عمان حيث قام بحفر افلاج جديدة تزيد على خمسة
عشر فلجا كفلج البركة وفلج البزيلي في الظاهرة وفلج الحزم وافلاج جعلان بني
بوحسن ووسع في زراعة المحاصيل كالقمع والشعير والحلبة والخضروات وقصب
السكر وكان يشرف بنفسه على عملية الزراعه كما غرس عدد كبير من اشجار النخيل
والفواكه كالمانجو وبعض اشجار العطور والزهور كالورس والزعفران واستقدم من
افريقيا النحل ونتيجة لهذه السياسة اتسعت الاراضي المملوكة لبيت المال
وزادت ايرادات الدولة زيادة كبيرة وتوفي الامام سيف بن سلطان في شهر رمضان
سنة 1123هـ/1711م بعد ان وصلت عمان في عهده الي درجة كبيرة من الاستقرار
والامتداد الى مناطق خارج شبه الجزيرة العربية حيث كان يمتلك قوه عسكرية
ضاهت القوه الاوروبية المعاصرة لها وماثلت القوه العربية الاسلامية التى
كانت سابقة لها لذلك لقبىالامام سيف بن سلطان بلقب قيد الارض وما لبث ان
توفي وخلفه في الامامة ابنه الامام سلطان بن سيف الثاني .



الامام سلطان بن سيف الثاني (الثاني) :



وهو سلطان بن سيف ابن الامام سلطان بن سيف بن مالك بن ابي العرب اليعربي
عقدت له الامامة بعد وفاة ابيه مباشرة بعد ان استتابه العلماء لقد قام
باعمال كثيرة منها بناء حصن الحزم حيث نقل اليها عاصمته لضروف استدعاها وهي
محاولت الفرس توسيع نفوذهم في الخليج على حساب الوجود العماني بعد ان زال
الوجود البرتغالي في الخليج بفضل القوة العمانية ولذلك كان بناء قرية الحزم
التى تعتبر بمثابة الخط الاول في الدفاع عن المنطقة وعن عمان بصفة خاصة
نظرا لقربها من السواحل العمانية وقد انتهت حياته بوفاته في حصن الحزم يوم
الاربعاء الخامس من جماد الآخرة 1131هـ/ مايو 1718م وبذلك دامت امامته سبع
سنوات وبضعت شهور وبوفاته بدا تصدع الوحدة الوطنية ونهاية الدوله اليعاربة .





تصدع الوحدة الوطنية ونهاية دولة اليعاربة :



دخلت البلاد عقب وفاة سلطان بن سيف الثاني بمرحلة اتسمت بتباين الاراء
وانفسم الناس الى فرقتين احداهما تطالب باحقية سيف بن سلطان ابن الامام
سلطان بن سيف وكان صبيا لم يبلغ الحلم ونادا بذلك اليعاربة ونادا بذلك
اليعاربة وكافة الناس اما اهل العلم والخبرة فطالبوا بامامة مهنا بن سلطان
بن ماجد اليعربي موضع ثقة الامام المتوفي وزوجا لابنته .



لقد وقع عامة الناس تحت تاثير المساعر التى كان يحظى بها سلطان بن سيف وعلى
الرغم من ان والده سيف كان مفتقدا لمقومات الامامة خصوصا وان امامته لا
تجوز في الصلاة على اعتبار انه لم يبلغ الحلم فكيف يكون اماما على المسلمين
الا ان كثيرا من الناس رفضوا نصيحة العلماء واجتمعوا بسلاحهم مهددين من
يقول عكس رائيهم فخاف العلماء وقوع الفتنة ولما كان موقف العلماء يتعارض مع
موقف العامة فانهم لم يتمكنوا من مبايعة مهنا بن سلطان علنا وخروجا من
الموقف الذي كان ينذر بوقوع الفتنة فقد اقترح القاضي عدي بن سليمان الذهلي
حلا قد يحمل قدرا من الخديعة الجائزة في مثل تلك الظروف حيث جاؤوا بالصبي
(سيف) واوقفوه اما جمهور المسلمين ونادا القاضي عدي امامكم سيف بن سلطان
وهو اعلان يمكن فهمه على انه امامكم او امام بالفتح او الكسر اعتقد العامة
انهم نصبوا سيفا اماما الى ان هدات العاصفة وشعر العلماء بان لديهم من
القوه مل يكفي لحسم الموقف والاعلان عن رايهم صراحة فجاءوا بمهنا بن سلطان
وادخلوه قلعة الرستاق بحضور جمع من اهل الحل والعقل ونادوا به اماما حقيقيا
عام 1131هـ/1718م .



وقد حاول المام مهنا ان يكون في حسن ظن العلماء به فكان لا يقدم على امر
الا بمشروتهم وحاول ان ينعش الاقتصاد العماني عن طريق الاهتمام بالتجارة
لذلك جعل من مسقط ميناء حرا حيث اعفى عملية التبادل التجاري من الرسول
المفروضة عليها مما ساعد على ازدياد حركة التبادل فانتعشت التجارة ومن ثم
الاقتصاد ولكنه كم يستمر في الحكم طويلاً حيث فوجئ بعد سنة نم عقد الامامة
له بخروج اليعاربة واهل الرستاق عيله بقيادة يعرب بن الامام بلعرب بن سلطان
الذي توجه سرا الى مسقط ودخلها دون ان يشعر به الوالي الشيخ مسعود بن محمد
الصارمي الريامي وكان الامام مهنا خارج العاصمة في منطقة البزيلي في
الظاهرة فلما بلغه الخبر رجع الى الرستاق وحاول دخول مسقط واخراج يعرب منها
ولكنه لم يجد النصرة وقام اهل الرستاق بحربة ولما تاكد له تخاذل الجميع
عنه طلب النزول من قلعة رستاق على ان يعطوه الامان على نفسه ومن معه وماله
ولما خرج من القلعة اخذوه وقيدوه هو وواحد من بنى عمه وبعض اصحابه ثم
تامروا عليهم وقتلوهم غدرا وبذلك انتهت امامته سنه 1133هـ/1721م .



ونظرا للجراة التى ابتسمت بها افعال يعرب ونقضه لعهد قد قطعة على نفسه
بسلامة مهنا واتباعة ولما كان هذا الموقف من اساسة يتعارض مع راي العلماء
ورؤساء القبائل والعشائر فقد عده العلماء باغيا ومغتصبا وقد ادرك يعرب
خطورة معارضة العلماء له بسبب المكانة التى كانوا يحضون بها في المجتمع
العماني فعمل على كسب ودهم وهو امر لم يتحقق الا بعد مثوله امام القاضي عدي
بن السليمان الذهلي الذي استتابة من جميع افعاله بعد ان دافع عن نفسة امام
القاضي في انه كان محقا في خروجه على الامام مهنا اعتقادا منه باحقية سيف
بن سلطان الصغير في الامامة وخوفا من اتساع دائرة الخلاف وحرصا على جمع شمل
الامة ولم يرى الشيخ عدي حرجا في قبول مبررات يعرب لذا فقد قبل توبته كما
يقول السالمي وبايعوه سنه 1134هـ/1721م .



وبينما يقطع الشيخ السالمي بان العلماء قد بايعوا يعرب اماما الا ان ابن
الرزيق يقول ان يعرب لم يكن اماما بالامامة يوم اذ لسيف بن سلطان ويعرب
قائم بامره اذ كان سيف صغير السن ويعرب مخولا الحكم وفقا لوصايته على سيف
الذي انتقل به الى مدينة نزوى ولعلها كانت فرصة مواتية لكي يباشر يعرب كافة
السلطات منجاهلا امر الوصاية وخصوصا فيما يتعلق بعلماء الشريعة الذين
ادركوا بان يعرب قد اصبح الامام الحقيق ولم يعد في استطاعتهم المضي في
مناصرته خصوصا وان اهل الرستاق لم يرضوا بيعرب اماما ولا وصيا واخذ يراسلون
بلعرب بن ناصر (خال سيف بن سلطان) مظهرين رغبتهم في امامة سيف بن سلطان
وهكذا نجحت المحاولات في خلع يعرب بن بلعرب بعد حروب دامية تمكن بلعرب بن
ناصر من اجبار سائر القبائل المعترضة اطاعة الامام سيف وهكذا عادت الفتنة
اشد مما كانت وتشتت شمل الامة بين مؤيد ليعرب بن بلعرب وبين مطالب بحق
بلعرب بن ناصر كوصي على سيف بن سلطان ولم تستقر الاوصاع على عمان منذ تلك
التاريخ فقد انقسم الناس الى فرقتين هناوية غافرية وانضم الى كل منهم
مجموعة من القبائل العمانية وبويع زعيم الغافرية محمد بن ناصر الغافري
اماما على عمان بعد ان قاتل يعرب بن ناصر باسم سيف بن سلطان وبعد مقتل محمد
بن ناصر الغافري بلغ سيف بن سلطان الحلم وبويع بالامامة سنة 1140هـ/1727م
وتطلع الناس وكلهم امل في سيف بن سلطان الذي صار شابا قويا وخصوصا انه قد
عاصر الكثير من الاحداث التى ادت الى انقسام البلاد وتشتت اهواء الناس
وتعلق الناس به وانتظروا منه خيرا الا ان سيف كان ضعيفا بشكل افقده القدرة
على القيام بمبادرة جادة بهدف اعادة الاستقرار وجمع الشمل وهو امل كان
ينتظره الجميع بل وتفاقم الصراع بن اليعاربة انفسهم بشكل لم يسبق له مثيل .





الغزو الفارسي لعمان :



عندما عزل سيف بن سلطان عن الامامة وبويع مكانة بلعرب بن حمير استنجد سيف
بالبلوش من مكران وحارب بهم بلعرب بن حمير الا انهم هزموا ثم طلب سيف من
الحكومة الفارسية في عهد نادر شاه ارسال قوات لمساعدته في اخضاع خصومه
واتخذ من طلب سيف بابا ينفذ منه الى احتلال عمان واخصاعها الى الحكومة
الفارسية ورحب نادر شاه بهذه الفكرة وامر بتشكيل قوه بحرية وبرية وامر
بالتوجه الى عمان وامر بتشكيل هيئة لدراسة المنطقة تكون عونا للقوات
الفارسية لتمدها بالمعلومات الازمة لقد اكتشف سيف فيما بعد ان هذه القوات
لم تاتي لمساعدته لاخضاع عمان للسيطرة الفارسية وفي هذه الاثناء قام بعض
رؤساء القبائل بالصلح بينه وبين بلعرب بن حمير على ان يتنازل بلعرب عن
الامامة لسيف حقنا للدماء وانقاذا لعمان من الغزو الفارسي وصار سيف بن
سلطان اماما للمرة الثانية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

من تاريخ سلطنة عمان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سمر السهر | samar al sahar  :: ~|| آلًـمُنٌـتٍدى آلًعِـرُبـُـيٍ ||~ :: تاريخ الدول العربية-