ذهبت اليوم أقدم رجلا وأؤخر أخرى الى عيادة أخي الدكتور بشار طبيب الاسنان الماهر المتفنن كل ذلك خوفا من تلك الابرة البغيضة الكريهة ( ابرة البنج ) ما اطولها !!!
لها مقبضان فضيان يلمعان ورأس كرأس الرمح والدكتور سامحه الله يعرف خوفي ورعبي منها فيبدأ بعرضها امام كانه يشحذ شفرتها ويرهف متنها !!!
ويجول بها امام عيني وانا كالأسير بين يديه فان هربت أرجعني ألم ضرسي !! وان بقيت واستسلمت فهو العذاب الاليم ولكن قال شيوخنا الم ساعة ولا كل ساعة
و قد قيل الوجع وجع الضرس والهم هم العرس !!! فلما أراد ان يدخلها في فمي اصبحت أكز على شفتي وأهر كهرير ..... !!!
والدكتور يناشدني الله والرحم ان افتح فمي وان مصر مكز فأراد أن يأخذني بالحيلة محاولا اقناعي انها كلسعة نحلة وديعة !! قلت انا اكره النحل !!
قال بل كقرصة النملة !! قلت أبغض النمل !! فلما أعييته نادى سكرتيره وثلة من الرجال
فهذا يمسك رجلا واخر يدا وذاك ممسك برأسي ثم أدخل الدكتور ابرته الطويلة تلك فوخزني وخزة تعدل مائة طعنة !!!
فشعرت شيئا غريبا يجري في حلقي جعل نصف وجهي يعلو ثم يعلو حتى شعرت كانه جبل !!
والنصف الاخر جعل يسفل ثم يسفل حتى أردت ان التقطه فقال الدكتور اين قلت له فمي هداك الله قال اجلس ولا تخش شيئا الان لو قرضناك بالمقارض لن تشعر بشيء !!
ثم ادخل ادواته فإبرة تحفر واخرى تنفخ وتفح فحيحا واخرى تغسل واخرى تنفخ وانا مرمي بين يديه مطرحا لا املك حولا ولا قوة
ولولا خوفي على مشاعر القراء لنشرت صورتي وانا تحت يدي الطبيب !!
ثم قال الان انتهينا وكان جبينه يقطر عرقا لما ناله من الجهد فقد شهد من رفسي ومن صراخي وانيني ما الله به عليم ....
ثم اوصاني ما هو أشد على من ابرة البنج تلك ان لا آكل مدة اربع وعشرين ساعة !!!!