سرطان المريء يعتبر من الأنواع الخطيرة للسرطان. و يبدأ عادة في الطبقة الداخلية من المريء.
و المريء عبارة عن أنبوب طويل يبلغ طوله 10 بوصة و يصل بين البلعوم و المعدة.
و نسبة إصابة الرجال بسرطان المريء أكثر من نسبة إصابة النساء. و غالبا تكون الإصابة في سن 55:70 عاما. فكلما زاد السن كلما زادت خطورة الإصابة بسرطان المريء.
و عادة تظهر أعراض المرض في المراحل المتأخرة من السرطان. و أكثر الأعراض انتشارا هي صعوبة في البلع.
أسباب سرطان المريء
المريء عبارة عن أنبوبة مجوفة. و تتكون جداره من عدد من طبقات منها البطانة الداخلية و التي تتكون من خلايا رقيقة مستوية تسمى squamous cells. و توجد تحت هذه البطانة الداخلية طبقة أخرى تحتوي على أنسجة عضلية سميكة و غدد تقوم بإفراز مادة مخاطية.
و عند تناول الطعام و الشراب تقوم عضلة في الجزء العلوي من المريء بالارتخاء للسماح للطعام والشراب بالدخول إلى المريء. ثم تقوم العضلات اللاإرادية الموجودة في جدار المريء بسلسلة من الانقباضات لتقوم بتحريك الطعام الموجود بالمريء إلى أسفل.
بعد ذلك ترتخي الحلقة من العضلات الموجودة في نهاية المريء لتفتح و تسمح للطعام بالدخول إلى المعدة، ثم تنغلق بعد ذلك لتمنع دخول أي من محتويات المعدة إلى المريء.
لماذا تحدث الإصابة بسرطان المريء؟
في الأحوال الطبيعية تنمو خلايا الجسم و تنقسم عندما يحتاج الجسم إلى ذلك. و عندما تكبر هذه الخلايا و تصل إلى حد معين تبدأ تموت و تحل محلها الخلايا الجديدة.
و أحيانا يحدث خلل ما في تلك العملية الطبيعية. فتبدأ الخلايا في الانقسام دون أن يحتاجها الجسم و في نفس الوقت لا تموت الخلايا القديمة التي انتهى عمرها الافتراضي. و تبدأ تلك الخلايا الزائدة عن حاجة الجسم في تكوين كتلة من نسيج غير طبيعي و هو الورم. و في هذه الحالة يكون هذا الورم إما حميد أو خبيث أي سرطاني.
و بالطبع يكون الورم السرطاني أكثر خطورة حيث لا يتوقف انقسام الخلايا و يبدأ في مهاجمة الأعضاء المجاورة له و القضاء عليها. كذلك يبدأ في الانتشار إلى أماكن و أعضاء أخرى بالجسم ليكون العديد من الأورام السرطانية في أعضاء الجسم المختلفة.
و مازالت أسباب الإصابة بالكثير من أنواع السرطان غير واضحة لكن هناك بعض العوامل التي لها دور هام في الإصابة بسرطان المريء مثل:
التدخين و الإفراط في تناول الكحوليات:
حيث يؤدي إلى تهيج البطانة الداخلية للمريء مما يسبب التهابات المريء و التي قد تؤدي إلى تغيرات سرطانية في خلايا المريء.
الارتجاع الحمضي المزمن Gastroesophageal reflux:
يحدث بسبب ارتخاء و ضعف العضلات السفلية للمريء و التي تصل المريء بالمعدة مما يتسبب في ارتجاع الأحماض الموجودة بالمعدة إلى المريء فيشعر المريض بحرقان في منطقة الصدر. و يعتبر هذا سبب ثلث حالات الإصابة بسرطان المريء.
العادات الغذائية السيئة:
مثل قلة تناول الخضروات و الفاكهة و الأطعمة التي لا تحتوي على فيتامين أ و فيتامين ج و فيتامين ب1.
السمنة:
وجد أن زيادة مؤشر كتلة الجسم body mass index أكثر من 25 يزيد من خطورة الإصابة بسرطان المريء.
أعراض سرطان المريء
عادة لا تظهر أعراض سرطان المريء في المراحل الأولى من المرض. لكنها تبدأ في الظهور في المراحل المتأخرة، و التي تتضمن الآتي:
صعوبة في البلع dysphagia:
تعتبر من أكثر الأعراض انتشارا في حالات سرطان المريء. لكنها لا تظهر إلا بعد أن يكون الورم السرطاني بالمريء قد كبر حجمه بدرجة كافية ليتسبب في ضيق المريء ليصل إلى نصف اتساعه الطبيعي.
و لا يستطيع المريض بلع اللحوم و الخبز و يبدأ يبحث عن تناول الأطعمة الأكثر سهولة في البلع و المائلة إلى السيولة. و مع الوقت يبدأ المريض يعاني من صعوبة في بلع الأطعمة السائلة أيضا و ليست الصلبة فقط.
فقدان في الوزن غير معروف السبب:
يحدث فقدان الوزن نتيجة عاملان، العامل الأول هو كما ذكرنا سابقا صعوبة البلع و بالتالي قلة كمية الطعام التي يتناولها المريض. و العامل الثاني نتيجة السرطان نفسه لأن السرطان بصفة عامة يؤدي إلى فقدان الوزن.
ألم بالحنجر
شخيص سرطان المريء
يتم تشخيص الإصابة بسرطان المريء عن طريق القيام ببعض الفحوصات.
صورة المريء(esophagram (Barium swallow:
يقوم المريض بشرب سائل الباريوم الذي يغلف بصورة مؤقتة البطانة الداخلية للمريء. ثم يتم عمل عدة صور من الأشعة السينية على المريء فتظهر بطانة المريء بوضوح بالأشعة و يمكن رؤية أي تغيرات بها.
و بعد الفحص يمارس المريض حياته الروتينية بصورة طبيعية فيأكل و يمارس أنشطته المعتادة. فقط يحتاج أن يشرب كميات إضافية من المياه حتى يتخلص من المتبقي من الباريوم في الجهاز الهضمي.
و قد يعاني المريض من إمساك مؤقت بعد إجراء هذا الفحص.
و يساعد هذا الفحص في تشخيص سرطان المريء لكن لا يمكن الاعتماد عليه في تحديد انتشار الورم السرطاني خارج المريء.
التنظير الداخلي العلوي (منظار المريء) (Upper endoscopy (Esophagoscopy:
يمكن بواسطته رؤية الجزء العلوي من الجهاز الهضمي. و يتم عن طريق إدخال منظار (أنبوبة رفيعة مرنة) صغير من خلال الفم لتصل إلى المريء فيمكن رؤية جدار المريء بوضوح.
و يمكن للطبيب أن يأخذ عينة صغيرة من نسيج المريء الذي يعتقد أنه يمكن أن يكون نسيج سرطاني ليتم بعد ذلك فحصه تحت الميكروسكوب بواسطة طبيب علم الأمراض Pathologist لتحديد وجود خلايا سرطانية من عدمه و لتحديد نوع الخلايا السرطانية.
و يستغرق الفحص 20:30 دقيقة تقريبا. ثم ينتظر المريض لمدة ساعة أو ساعتين بعدها يعود إلى المنزل
http://sehha.com/diseases/cancer/Esophageal_cancer07.jpghttp://sehha.com/diseases/cancer/Esophageal_cancer08.jpgيتم عمل أشعة مقطعية على مختلف أجزاء الجسم ليتم معرفة مدى انتشار السرطان إلى أعضاء الجسم أو إلى العقد الليمفاوية.
أشعة الموجات فوق الصوتية بالتنظير الداخلي Endoscopic ultrasound:
http://sehha.com/diseases/cancer/Esophageal_cancer09.jpgيعتبر هذا الفحص أكثر دقة من الأشعة المقطعية في تحديد مدى انتشار السرطان إلى الأنسجة المجاورة.
يتم إدخال مجس (أداة صغيرة) للموجات فوق الصوتية من خلال منظار المريء. و من خلالها يتم رؤية المريء و الأنسجة المجاورة له بوضوح. و قد يقوم الطبيب أثناء الفحص بأخذ عينة صغيرة من العقد الليمفاوية أو الأنسجة الأخرى ليتم فحصها بعد ذلك تحت الميكروسكوب و تحديد نوع الخلايا السرطانية.
التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني Positron emission tomography (PET) scan:
يقوم الطبيب بحقن المريض بكمية صغيرة من مادة مشعة فتقوم جميع أنسجة الجسم بامتصاص هذه المادة المشعة، لكن الخلايا السرطانية تقوم بامتصاص كمية أكبر من هذه المادة المشعة و بالتالي تظهر بصورة واضحة جدا من خلال الأشعة.
و مراحل سرطان المريء هي:
المرحلة صفر Stage 0:
يكون السرطان موضعي و لم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. و هذه هي المرحلة المبكرة جدا للسرطان.
المرحلة الأولى Stage I:
يكون السرطان في خلايا الطبقة العليا التي تبطن المريء
المرحلة الثانية Stage II:
يبدأ السرطان في الانتشار إلى الطبقات الأكثر عمقا التي تبطن المريء. و قد تنتشر أيضا الخلايا السرطانية إلى العقد الليمفاوية المجاورة.
المرحلة الثالثة Stage III:
يبدأ السرطان في الانتشار أكثر عمقا ليصل إلى الجدار الخارجي للمريء و الأنسجة المجاورة له أو العقد الليمفاوية المجاورة.
المرحلة الرابعة Stage IV:
في هذه المرحلة ينتشر السرطان إلى أعضاء و أماكن أخرى بالجسم.